في حلقة جديدة من مسرحيات حزب ڤوكس اليميني المتطرف، خرج الحزب بمطلب «عاجل» يدعو فيه إلى سحب حصص الثقافة المغربية المقدَّمة في ست مؤسسات تعليمية عمومية بمدينة تيراسا بجهة كتالونيا، بدعوى أن هذه الدروس «مموّلة ومراقَبة من طرف المغرب» دون إشراف من حكومة كتالونيا أو الحكومة المركزية بمدريد.
وبحسب ما صرّحت به المتحدثة المحلية باسم الحزب، أليسيا توماس، فإن هذه الحصص «لا تهدف إلى الاندماج»، بل – حسب تصور الحزب – هي «عملية تأثير ثقافي» قادمة من المغرب.
يبدو أن حزب ڤوكس يفضّل رؤية أبناء المهاجرين بلا لغة أم، بلا ثقافة، وبلا أي جذور تساعدهم على النجاح، فذلك يُرضي خطابه أكثر. أما أن يتعلم الأطفال لغتهم الأم داخل المدرسة العمومية بشكل منظّم… فهذا بالنسبة للحزب «خطر» يستوجب دق ناقوس الخطر فورًا.
بينما تعتبر معظم الدول المتقدمة أن تعليم اللغة الأصلية يدعم الاندماج في المجتمع الجديد، يعيد حزب ڤوكس تدوير خطابه المعتاد: كل ما له علاقة بالمغرب هو «اختراق» أو «تهديد».
لكن الطريف أن التلاميذ وأسرهم والمؤسسات التعليمية نفسها يرون هذه الدروس جزءًا من التنوع الثقافي… إلا حزب ڤوكس، الذي يرى «ظل المغرب» في كل زاوية.
مرة أخرى، يصر حزب ڤوكس على أن مشكل إسبانيا الأكبر ليس الاقتصاد ولا التعليم ولا الهجرة غير النظامية… بل طفل يتعلم الأبجدية العربية داخل القسم. وبينما ينشغل العالم بالذكاء الاصطناعي وتطوير المناهج، ما زال ڤوكس يقاتل الحروف العربية كما لو كانت جيشًا جرارًا.
10/12/2025