kawalisrif@hotmail.com

بشعر مستعار ونظارات داكنة … هروب هوليوودي لماريّا كورينا ماتشادو نحو أوسلو لاستلام جائزة نوبل

بشعر مستعار ونظارات داكنة … هروب هوليوودي لماريّا كورينا ماتشادو نحو أوسلو لاستلام جائزة نوبل

في واقعة أقرب إلى مشاهد الأفلام، كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية تفاصيل عملية فرار مثيرة للمعارِضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو، الحاصلة على جائزة نوبل للسلام لسنة 2025، من ضواحي كراكاس نحو العاصمة النرويجية أوسلو، بعدما منعتها ملاحقات نظام نيكولاس مادورو من حضور حفل التسليم الرسمي.

الرحلة التي استغرقت ساعات على اليابسة والبحر بدت أشبه بعملية استخباراتية محكمة، خصوصًا بعدما اتضح أن تنسيقًا أمريكيًا كان حاضرًا في كل مراحلها، بما في ذلك المسار البحري الذي سلكه القارب الخشبي الذي أقلّها في عرض البحر الكاريبي.

قبل مغادرتها، اختارت ماتشادو التخفي: شعر مستعار، نظارات داكنة، وملابس لا تثير الشبهات.
وبحسب الصحيفة الأمريكية، غادرت مخبأها في ضواحي كراكاس ظهر يوم الإثنين، لتبدأ رحلة محفوفة بالمخاطر نحو ساحل فنزويلا، حيث كان قارب صغير بانتظارها.

خلال عشر ساعات، تمكنت من اجتياز 10 حواجز تفتيش عسكرية بطريقة وُصفت بالمحسوبة والدقيقة، قبل أن تصل إلى قرية صيادين قُبيل منتصف الليل. وبعد ساعات قليلة من الراحة، صعدت إلى القارب الذي انطلق بها فجرًا باتجاه عرض البحر.

لم تكن الرحلة البحرية أقل خطورة؛ فبحسب مصادر أمريكية، كان على القارب تفادي مناطق تستهدف فيها القوات الأمريكية سفنًا يشتبه في تورطها في تهريب المخدرات. وفي الخلفية، كانت إدارة الرئيس دونالد ترامب على علم كامل بالعملية.

ونقلت الصحيفة عن مصدر قوله: «نسّقنا المسار بدقة لتجنّب أي انفجار محتمل»، في إشارة إلى المخاطر العسكرية في تلك المنطقة.

وفي الوقت ذاته، لفتت الصحيفة إلى تحليق مقاتلتين أمريكيتين من طراز F-18 بالقرب من المسار البحري، في خطوة فسّرها مراقبون بأنها جاءت لتأمين نافذة عبور آمنة.

صباح الخميس، ظهرت ماتشادو فجأة في أوسلو، بعد غياب عن حفل الأربعاء، معلنة أنها وصلت “لتمثيل الشعب الفنزويلي” وأنها ستعود إلى بلادها “مهما كان الثمن”، في إشارة واضحة لرفضها الخضوع لمحاولات النظام إسكاتها.

وأكدت خلال مؤتمر صحفي أنها تعتبر الجائزة “ملكًا للشعب الفنزويلي”، وأنها ستواصل نضالها ضد “الاستبداد”، على حد تعبيرها.

تعكس هذه العملية حجم التحول في طبيعة الصراع بين المعارضة والأنظمة في أمريكا الجنوبية، حيث باتت المعارك السياسية تمتد إلى المجالين الأمني والعسكري. وهي تذكّر كذلك بالدروس الدبلوماسية التي راكمها المغرب في تعامله مع محاولات زعزعة الاستقرار عبر بوابات خارجية.

11/12/2025

مقالات خاصة

Related Posts