قدمت زينب التازي، رئيسة جماعة دار بوعزة عن حزب الأصالة والمعاصرة، استقالتها من منصبها، معلنة أن قرارها جاء لأسباب صحية بعد مضاعفات أجبرتها على السفر إلى فرنسا لتلقي العلاج، بالإضافة إلى تعرضها لإجهاض مؤخرًا. إلا أن مصادر مطلعة أوضحت لكواليس الريف أن الضغوط والمضايقات الإدارية والسياسية التي واجهتها كانت عاملاً مؤثرًا بقوة في اختيارها ترك منصبها، وسط غياب الدعم من بعض المسؤولين الإقليميين وداخل الإدارة الجماعية نفسها.
وكشفت المصادر أن رئيسة الجماعة كانت تصطدم بعراقيل كبيرة في عملها، خاصة من مديرية المصالح وقسم التعمير المتأثر بـ”لوبي العقار”، حيث يسود انتقائية في التعامل مع ملفات المواطنين، ما زاد من تعقيد الأوضاع داخل الجماعة. وأضافت المصادر أن ملفات هدم المستودعات غير القانونية كانت من بين أبرز نقاط الاحتكاك، إذ شهدت انتقائية في التنفيذ واستغلال بعض الأطراف للنفوذ الإعلامي والسياسي للضغط على الرئيسة، ما جعلها تشعر بالعزلة وسط صراع إداري وسياسي محتدم.
كما أشارت المصادر إلى أن التعاون مع بعض أعضاء المجلس الجماعي لم يكن متاحًا، ما زاد من صعوبة إدارة الجماعة، خاصة بعد وصول التازي إلى الرئاسة خلفًا للرئيس السابق هشام غفير. وقد عبّر العديد من المتتبعين عن أسفهم الكبير لاستقالتها، معتبرين أنها كانت من الوجوه التي حاولت مكافحة الفساد المستشري داخل الجماعة، وطرحوا تساؤلات حول ما إذا كان هذا القرار سيفتح الباب أمام استعادة الفساد سابقًا. المرحلة المقبلة تبقى حاسمة في انتظار تطورات المشهد السياسي والإداري في هذه الجماعة الحساسة قرب الدار البيضاء.
11/12/2025