أصدرت محكمة الاستئناف في ألميريا حكمًا يقضي بالسجن ثلاث سنوات ونصف على أربعة متهمين بعد ضبطهم في محاولة إدخال شحنة كبيرة من الحشيش عبر شاطئ تورّيغارسيا. وجاء القرار بعد اتفاق بين الدفاع والنيابة، ليُدان المتورطون، ومن بينهم مغاربة، بتهمة المسّ بالصحة العامة من خلال الاتجار الدولي بالمخدرات.
وتعود تفاصيل القضية إلى صباح 20 يونيو 2024، حين كان المتهمون يفرغون حمولة “غوما” سريعة يبلغ طولها 12 مترًا وتعمل بثلاثة محرّكات قوية. القارب كان قد عبر بحر البوران محمّلًا بفواضٍ قادمة من السواحل الإفريقية، في عملية تعكس استمرار نشاط شبكات التهريب في المنطقة رغم الضغوط الأمنية.
غير أن العملية لم تكتمل. فقد أدى تدخل مشترك للشرطة الوطنية والحرس المدني، بعد تلقي بلاغ من مواطنين، إلى محاصرة المهربين وهم في لحظة التفريغ. وتمكّنت القوات من حجز القارب والمخدرات واعتقال أربعة مشتبه فيهم في عين المكان.
وكشفت عملية الإحصاء أن الكمية المحجوزة بلغت 1328 كيلوغرامًا من الحشيش عالي الجودة، وهو ما كانت قيمته لتتجاوز 2.5 مليون يورو في السوق السوداء. وشملت العقوبات أيضًا غرامات مالية ثقيلة بلغت 5.2 مليون يورو و3 ملايين يورو لكل متهم، مع إمكانية إضافة 30 يومًا من السجن في حال عدم الأداء.
في المقابل، ما يزال ملف المتهم الخامس سفيان م.ب. مفتوحًا، بعدما رفض الإقرار بالتهم، ما دفع المحكمة إلى تحديد جلسة مستقلة لمحاكمته لاحقًا. كما تنظر السلطات الإسبانية في إمكانية طرد المتهم المغربي محمد ي. بدل تنفيذ عقوبة السجن، بالنظر إلى وضعه غير الموثق داخل التراب الإسباني.
وتبرز هذه القضية مرة أخرى حجم الضغط الذي تشهده السواحل الجنوبية لإسبانيا، إذ تتزايد عمليات الإنزال الفاشلة مع تشديد المغرب مراقبته وتأمينه لخطوط العبور. وهو واقع يدفع شبكات التهريب للبحث عن منافذ بديلة، غالبًا ما تنتهي بتوقيفات وأحكام ثقيلة كما وقع في تورّيغارسيا.
11/12/2025
