بعثت التساقطات المطرية التي همّت خلال الأيام الأخيرة عدداً من المناطق المغربية، خاصة بالشمال والغرب، مؤشرات إيجابية في أوساط الباحثين الزراعيين والفلاحين بشأن آفاق الموسم الفلاحي الحالي، ولا سيما زراعة الحبوب. وأجمع متابعون للشأن الفلاحي على أن تزامن هذه الأمطار مع مرحلة الحرث والإنبات يشكل عاملاً مشجعاً لانطلاقة جيدة للموسم، مع تسجيل كميات مهمة في مناطق مثل النواصر وزناتة آيت حرودة وتيط مليل، إلى جانب تساقطات متفاوتة بمدن الشمال.
ويرى مختصون أن الأثر الإيجابي لهذه الأمطار سيظل رهيناً باستمراريتها وانتظامها خلال الأشهر المقبلة، خصوصاً خلال فترات ملء السنابل الممتدة ما بين فبراير ومارس وأبريل. وفي هذا السياق، أوضح باحثون أن هذه المرحلة تعد حاسمة في تحديد مردودية القمح والشعير، مشددين على أهمية اعتماد تقنيات فلاحية حديثة، من قبيل الزرع المباشر، التي تساهم في تحسين استغلال رطوبة التربة وضمان إنبات مبكر وأكثر تجانساً، خاصة بعد سنوات من الجفاف التي أضعفت مخزون المياه في التربة.
وعلى المستوى الميداني، شرع عدد من الفلاحين في مناطق بورية، من بينها إقليم شيشاوة، في حرث الأراضي وبذر الحبوب مستبشرين بهذه التساقطات التي أعادت الأمل بعد مواسم صعبة. وأكد فلاحون أن هذه الأمطار لم تنعكس فقط على زراعات الحبوب، بل شملت فوائدها أيضاً الأشجار المثمرة والزراعات السقوية، مع تطلع عام إلى موسم فلاحي أفضل يخفف من آثار الجفاف المتراكم. وفي تصريحات لـكواليس الريف، اعتبر باحثون أن هذه التساقطات أعادت الثقة إلى الفلاحين ورفعت سقف التوقعات، في انتظار أن تؤكد الأشهر المقبلة هذا التفاؤل بأمطار منتظمة تعزز فرص تحقيق إنتاج وطني جيد من الحبوب.
13/12/2025