أنهت سفينة الأبحاث الروسية “أتلانتيدا” بنجاح مهمة علمية دقيقة لتقييم تكاثر صغار الأسماك ورصد الخصائص البيئية للمحيط في المنطقة البحرية للمغرب، وذلك ضمن برنامج تشرف عليه الوكالة الفيدرالية الروسية لمصايد الأسماك داخل المناطق الاقتصادية الخالصة لعدد من الدول الإفريقية. وتندرج هذه المهمة في سياق التعاون الثنائي بين الرباط وموسكو في مجال الصيد البحري، بمشاركة خبراء روس ومختصين من المعهد الوطني المغربي للبحث في الصيد البحري.
ووفق معطيات صادرة عن المعهد الروسي لأبحاث مصايد الأسماك وعلم المحيطات، امتدت عمليات المسح من 21 أكتوبر إلى 2 دجنبر، وشملت سلسلة واسعة من الأبحاث العلمية، من بينها الدراسات الهيدرومناخية والمحيطية والهيدروكيميائية، إلى جانب بحوث متخصصة في علم الأسماك والتنوع البيولوجي. واعتمد الفريق العلمي على قياسات صوتية دقيقة، وجمع عينات متعددة لدراسة الطفيليات والأحياء البحرية، مع تنفيذ مسوح ميدانية وصلت إلى أعماق تناهز ألف متر تحت سطح البحر.
وأظهرت النتائج الأولية أن الخصائص الهيدرولوجية للمنطقة تأثرت بالتيار الكناري وظاهرة التغذية الصاعدة الساحلية، ما أفرز تبايناً واضحاً بين المياه الساحلية الغنية بالعناصر الغذائية وتلك المحيطية الأفقر نسبياً. وأكد الخبراء المشاركون أن هذه المعطيات العلمية تشكل قاعدة أساسية لتوقع حالة المخزون السمكي في السنوات المقبلة، وتعزز أسس الصيد المستدام، مبرزين أن استمرار الأبحاث المشتركة يكرس التعاون العلمي بين المؤسستين المغربية والروسية ويدعم التدبير الرشيد للثروة البحرية المغربية.
13/12/2025
