kawalisrif@hotmail.com

توجس الإعلام الإسباني من تصاعد الطموحات المغربية بعد الانتصار في ملف الصحراء المغربية

توجس الإعلام الإسباني من تصاعد الطموحات المغربية بعد الانتصار في ملف الصحراء المغربية

في أعقاب القرار التاريخي للأمم المتحدة الذي يقترب من تثبيت السيادة المغربية على الصحراء المغربية، تتصاعد التغطيات الإعلامية الإسبانية بما يعكس قلق مدريد من التحركات المغربية المقبلة. فقد بدا الإعلام الإسباني في حالة من التوجس والترقب، متابعًا عن كثب مطالب الرباط التي تتجاوز حدود الصحراء لتشمل المياه الإقليمية، الفضاء الجوي، وحتى بعض الجزر القريبة من السواحل المغربية.

المغرب، الذي لم يتوقف منذ خمسينيات القرن الماضي عن تأكيد سيادته على الصحراء المغربية، يسعى اليوم لتعزيز موقفه الإقليمي بطريقة منظمة، وفق استراتيجيات مدروسة تتضمن المطالبة بالسيادة على جزر مثل جزيرة النكور، جزيرة بادس، الجزر الجعفرية قبالة رأس كبدانة، جزيرة ليلى، بالإضافة إلى المدن الإسبانية المحتلة سبتة ومليلية. هذه المطالب تأتي ضمن إطار ما يعرف بـ”لجنة الدفاع عن القضايا المغربية”، التي تدعو إلى ما يُوصف بـ”تحرير الأراضي” بأساليب سلمية وشهادات رمزية، بما يعكس استراتيجية المغرب القائمة على التفاوض والقوة الرمزية في الوقت ذاته.

وفي خطوة ملموسة، صوّت البرلمان المغربي في نهاية 2020 على مشاريع قوانين لتحديد الحدود البحرية مع إسبانيا وموريتانيا، شاملةً المياه المتاخمة للصحراء المغربية، والتي تعتبر بمثابة تهديد جزئي لمياه جزر الكناري. وتبقى هذه القضية محور متابعة مستمرة من قبل الإعلام الإسباني، خاصة بعد الاجتماعات المغلقة التي عقدت مؤخرًا بين الوفدين المغربي والإسباني.

إلى جانب ذلك، يرى المراقبون أن المغرب لا يقتصر طموحه على الصحراء المغربية وحدها، بل يمتد ليطال الفضاء الجوي للمغرب والمياه الإقليمية المحيطة بجزر الكناري، مستندًا إلى امتداد ساحله الطويل كحجة لتعزيز نفوذه البحري، وهو ما قد يعيد رسم المعادلات الإقليمية إذا ما تم الاعتراف به على الصعيد الدولي. كما أن وجود Monte Tropic، العملاق الخفي تحت المحيط الذي يزخر بالمعادن الأساسية للتكنولوجيا الخضراء، يزيد من أهمية هذه المنطقة الاستراتيجية، ما يجعلها محط اهتمام عالمي ومصدرًا للتنافس الإقليمي.

وفي هذا السياق، أجرى المغرب تدريبات بحرية وعسكرية قرب جزر مثل فويرتيفنتورا وجزر أخرى، ما زاد من قلق الإعلام الإسباني الذي ربط بين هذه المناورات والأهداف السياسية والبيئية للمغرب. وبالرغم من أن الحديث عن هذه الملفات لم يثر بشكل مباشر في قمة الوفدين، فإن الصحافة الإسبانية تواصل تغطية كل خطوة للمغرب، مستشعرة تحولات محتملة في التوازنات البحرية والجغرافية بين البلدين.

إن توجس الإعلام الإسباني، كما يبدو، لا يقتصر على مجرد متابعة الأحداث، بل يعكس مخاوف عميقة من قدرة المغرب على توسيع نفوذه في المنطقة، وهو ما يضع إسبانيا أمام تحديات استراتيجية جديدة تستوجب إعادة النظر في السياسات التقليدية تجاه المغرب والحدود المشتركة.

13/12/2025

مقالات خاصة

Related Posts