ما كان يُفترض أن يكون استعراضاً تنظيمياً ضخماً لحزب التجمع الوطني للأحرار بمدينة سلوان، ضواحي الناظور، صباح السبت 13 دجنبر الجاري ، تحوّل في لحظات إلى واحد من أكثر المشاهد السياسية إحراجاً في مسار الحزب بالجهة الشرقية.
اللقاء، الذي كان مقرراً أن ينطلق على الساعة الحادية عشرة صباحاً، ويترأسه عزيز أخنوش شخصياً، بحضور وازن لوزراء وقيادات جهوية وإقليمية وبرلمانيين ومستشارين وفعاليات سياسية ومدنية، مع توقعات بتنظيم حشد يفوق 1500 شخص المعلن عنهم، اصطدم بواقع مرير : حضور لم يتجاوز ثلث المدعوين.
الصدمة كانت قوية إلى درجة أن قيادات محلية استعجلت الطلب من أخنوش والوفد المرافق له البقاء بفندق مارتشيكا بالناظور، في محاولة يائسة لـ“ترميم الأجواء” وإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل الالتحاق بالخيمة التي بدت، في لحظات حرجة، شبه فارغة.
ومع تصاعد الارتباك، دخل المنظمون في سباق محموم ضد الكراسي الفارغة:
محاولات لاستقدام مواطنين عاديين من محيط المكان، إلباسهم “جلابيب” الحزب، وسحب مئات الكراسي حتى لا تفضح الصور حجم الفشل التنظيمي، في مشهد عكس بوضوح حجم الهوة بين الخطاب والواقع.
وبعد مجهودات مضنية، طُلب أخيراً من أخنوش والوفد المرافق له الالتحاق بالخيمة لإلقاء الكلمة، وسط أجواء مشحونة، لم تخفِ غضب الحاضرين، الذين صبّوا جام سخطهم على المنسق الجهوي للحزب محمد أوجار، محمّلين إياه مسؤولية تعثر اللقاء الجهوي ، والفشل في نقل هموم الجهة الشرقية ومشاكلها إلى قيادة الحزب الذي يقود الحكومة.
لقاء سلوان، بدل أن يكون محطة تعبئة، تحوّل إلى رسالة سياسية قاسية: الجهة الشرقية لم تعد تصفق بسهولة، والكراسي الفارغة أبلغ من كل الخطب.
13/12/2025