يواصل عبد الصمد الزلزولي كتابة مسار التألق في الدوري الإسباني، مؤكّدًا أن الجناح المغربي أصبح رقماً صعبًا في معادلة الاحتراف الأوروبي. اللاعب الدولي الذي يحمل ألوان ريال بيتيس يعيش واحدًا من أفضل مواسمه منذ وصوله إلى الليغا، بعد أن نجح في الجمع بين النجاعة الهجومية والاستقرار الفني، وهو ما انعكس مباشرة على قيمته السوقية التي شهدت قفزة نوعية، لتضعه ضمن أكثر اللاعبين تطورًا في بداية الموسم الحالي.
الزلزولي، الذي تدرّج في مدرسة برشلونة قبل أن يشق طريقه بثبات مع بيتيس، أثبت أن مغادرة “كامب نو” لم تكن خطوة إلى الوراء، بل محطة ضرورية للنضج الكروي. مع الفريق الأندلسي وجد المساحة والثقة لإبراز مؤهلاته التقنية وسرعته وقدرته على كسر الخطوط، مسجلاً أرقامًا هجومية هي الأفضل في مسيرته الاحترافية حتى الآن من حيث عدد الأهداف والتمريرات الحاسمة، ما جعله عنصرًا أساسيًا في تشكيلة الفريق.
هذا التألق لم يمر دون صدى في بورصات التقييم الكروي، إذ ارتفعت القيمة السوقية للزلزولي بشكل لافت، لتؤكد أنه يحظى بثقة المتابعين والخبراء على حد سواء. الجناح المغربي هو الأكثر ارتفاعًا في القيمة السوقية، إلى جانب لاعب برشلونة جيرارد مارتين، حيث انتقل كلاهما من 12 مليون يورو في شهر يونيو الماضي إلى 20 مليون يورو حاليًا، أي بزيادة بلغت 66.6%. هذا الارتفاع يعكس ليس فقط الأداء داخل المستطيل الأخضر، بل أيضًا عامل السن والتطور المستمر والقدرة على التأقلم مع نسق المنافسة في واحدة من أقوى الدوريات الأوروبية.
وكان عبده قد انتقل من نادي برشلونة إلى ريال بيتيس في الساعات الأخيرة من سوق الانتقالات الصيفية لعام 2023 مقابل 7.5 ملايين يورو عن 50% من حقوق اللاعب، قبل أن يحصل بيتيس في يناير الماضي على 30% إضافية بعد فسخ إعارة فيتور روكي، ليصبح النادي الأندلسي مالكًا لـ80% من حقوقه، مقابل 20% لبرشلونة. كما جدد الزلزولي عقده مع بيتيس في أكتوبر 2024، ليضمن بقائه مع الفريق حتى يونيو 2029، معززًا بذلك استقراره المهني.
على المستوى الوطني، يظل الزلزولي من الأسماء التي يُعوّل عليها في الاستحقاقات القارية والدولية المقبلة. حضوره مع المنتخب المغربي في البطولات الكبرى يمنحه فرصة إضافية لرفع أسهمه، خاصة في ظل الخبرة التي اكتسبها في الملاعب الإسبانية. ويُجمع متابعون على أن أي مشاركة ناجحة بقميص “أسود الأطلس” ستفتح له أبوابًا جديدة، سواء من حيث التأثير الرياضي أو القيمة التسويقية.
بهذا المسار التصاعدي، يرسّخ عبد الصمد الزلزولي صورة اللاعب المغربي القادر على فرض نفسه في أعلى المستويات، جامعًا بين الموهبة والانضباط، ومؤكدًا أن كرة القدم الوطنية ما تزال تُنجب أسماء قادرة على تشريف الراية المغربية في كبريات الدوريات وتحويل الفرص إلى قصص نجاح حقيقية.
13/12/2025