kawalisrif@hotmail.com

نقل غامض لكنوز مكتبة تطوان يثير تساؤلات سياسية وثقافية

نقل غامض لكنوز مكتبة تطوان يثير تساؤلات سياسية وثقافية

تشهد مدينة تطوان حالة من الاستنفار بعد تداول صور توثق نقل صناديق تضم كتبا ووثائق نادرة من داخل المكتبة العامة والمحفوظات بشارع محمد الخامس، بواسطة شاحنة تابعة للجماعة. العملية، التي جرت في غياب أي بلاغ رسمي، وُصفت بأنها تمت بأسلوب غير منظم، ما أثار مخاوف واسعة بشأن مصير رصيد وثائقي يعد من أقدم وأغنى مكونات الذاكرة الثقافية بالمدينة، ويشكل جزءا من التراث الوطني غير المادي.

وتفاعل الملف على المستوى البرلماني، حيث وجهت النائبة سلوى البردعي سؤالا كتابيا إلى وزير الشباب والثقافة والتواصل، طالبت فيه بتوضيح ظروف وملابسات نقل هذه الكتب والمخطوطات، والجهة التي أعطت الأمر بذلك، إضافة إلى الوجهة التي تم ترحيلها إليها والأساس القانوني المعتمد. واعتبرت أن الصور المتداولة تعكس عملية نقل تفتقر لشروط الحفظ والصيانة، في وقت ظلت فيه المكتبة مغلقة لأزيد من ستة أشهر بدعوى الترميم، دون أي تواصل يطمئن الباحثين والمهتمين بالشأن الثقافي.

وعلى المستوى المحلي، دعا منتخبون وفاعلون ثقافيون إلى فتح تحقيق فوري لتحديد المسؤوليات، محذرين من مخاطر ضياع أو إتلاف رصيد معرفي خدم أجيالا من الطلبة والباحثين. كما عبر مثقفون عن قلقهم من غياب الفهرسة والتتبع الدقيق لمحتويات الصناديق المنقولة، مطالبين بضمانات واضحة تعيد الثقة في تدبير هذا المرفق الثقافي. وتعد المكتبة العامة والمحفوظات بتطوان، التي تعود بدايات تأسيسها إلى سنة 1919، من أبرز الصروح العلمية بشمال المغرب، لما تحتضنه من كتب ومخطوطات وخرائط ووثائق نادرة تمتد تواريخها إلى قرون خلت، ما يجعل الحفاظ عليها مسؤولية جماعية لا تحتمل أي تهاون.

13/12/2025

مقالات خاصة

Related Posts