تحولت مساء اليوم الأحد شوارع وأزقة مدينة آسفي إلى مشاهد أقرب إلى مدن منكوبة، بعدما باغتتها تساقطات مطرية غزيرة تسببت في فيضانات مفاجئة، خصوصًا بالمدينة العتيقة وعدد من الأحياء الهشة، مخلفة خسائر بشرية ومادية وصفت بالجسيمة، ومعيدة إلى الواجهة أسئلة قديمة جديدة حول جاهزية المدينة لتصريف مياه الأمطار ومواجهة التقلبات المناخية العنيفة.
وخلال وقت وجيز، ارتفع منسوب المياه بشكل صادم، لتتحول الأزقة الضيقة والشوارع الرئيسية إلى سيول جارفة حاصرت السكان داخل منازلهم، واقتحمت محلات تجارية، خاصة بمنطقة سيدي بوذهب ومحيطها، حيث عاشت الساكنة لحظات رعب حقيقي في ظل صعوبة التنقل وانعدام الرؤية بسبب شدة التساقطات.
مشاهد صادمة وثقتها صور ومقاطع فيديو انتشرت على نطاق واسع بمواقع التواصل الاجتماعي، أظهرت سيولًا قوية تجرف السيارات وتغمر البيوت بالطين والمياه، فيما رصدت مقاطع أخرى تدخل سيارات الإسعاف لنقل مصابين، وسط دمار طال تجهيزات منزلية وممتلكات خاصة، إضافة إلى انقطاعات متكررة في التيار الكهربائي بعدد من الأحياء، ما فاقم معاناة السكان وزاد من مخاوفهم بشأن سلامتهم.
فيضانات اليوم لم تكن مجرد حادث عابر، بل ناقوس خطر جديد يطرح بإلحاح مسؤولية الجهات المعنية، ويعيد طرح سؤال مؤلم: إلى متى ستظل آسفي تواجه الأمطار بمنطق الارتجال بدل التخطيط الاستباقي؟
14/12/2025