نشرت البحرية الإسبانية الغواصة S-71 “غاليرنا” في البحر الأبيض المتوسط، في إطار مشاركتها في عملية “حارس البحر” التابعة لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، والتي تهدف إلى تعزيز المراقبة البحرية وضمان أمن الملاحة في المنطقة. وقد انطلقت الغواصة من قاعدة كارتاخينا البحرية لتعويض الغواصة “إيزاك بيرال”، بما يضمن استمرارية الوجود البحري الإسباني في هذه المهمة متعددة الأطراف.
ويأتي هذا الانتشار في سياق إقليمي يتسم بتعقيدات استراتيجية متزايدة، إذ كانت إسبانيا قد شاركت، قبل أسابيع قليلة، في تدريبات عسكرية مشتركة مع المغرب، في إطار التعاون الثنائي القائم بين البلدين في مجالات الأمن والدفاع. ويُنظر إلى هذا التعاون باعتباره جزءًا من مقاربة أوسع لتعزيز الاستقرار والأمن في منطقة غرب البحر الأبيض المتوسط.
وتُعد غواصة “غاليرنا” من الوحدات البحرية التي دخلت الخدمة مطلع ثمانينيات القرن الماضي، غير أنها خضعت لعمليات تحديث تقنية مكّنتها من الاستمرار في أداء مهامها العملياتية بفعالية، خصوصًا في مجالات الرصد والمراقبة وجمع المعلومات البحرية.
ولا يُفهم هذا الانتشار بالضرورة على أنه استعراض للقوة، بقدر ما يندرج ضمن التزامات إسبانيا داخل الحلف الأطلسي، وسعيها للمساهمة في مراقبة الفضاء البحري المتوسطي الذي يشهد تحديات أمنية متنامية، من بينها الهجرة غير النظامية، والجريمة العابرة للحدود، ومخاطر عدم الاستقرار الإقليمي.
وبين الانخراط في عمليات الناتو، واستمرار التعاون العسكري الثنائي مع شركاء إقليميين، تحافظ إسبانيا على مقاربة متعددة المستويات في سياستها الدفاعية، تقوم على التوفيق بين الالتزامات الدولية ومتطلبات الأمن الإقليمي، في سياق جيوسياسي يتسم بالحساسية والتغير المستمر.
14/12/2025