kawalisrif@hotmail.com

إفتتاح أمم إفريقيا بالمغرب … لماذا فضلوا مغني مصري تافه على أصوات فنانين مغاربة عالميين !؟

إفتتاح أمم إفريقيا بالمغرب … لماذا فضلوا مغني مصري تافه على أصوات فنانين مغاربة عالميين !؟

أعاد اختيار المغني المصري محمد رمضان المنفوخ من طرف الصحافة الصفراء في بلده ، للمشاركة في “الفيديو كليب” الرسمي لأغنية كأس أمم إفريقيا لكرة القدم فتح نقاش أعمق من مجرد اسم فني، ليكشف من جديد عن هيمنة منطق الاستعراض الفارغ وتقديس “النجومية السطحية” على حساب القيمة الفنية والهوية الثقافية المغربية الضاربة في التاريخ .

فالجدل الذي فجّره هذا الاختيار لم يكن وليد تعصب أو انغلاق، بقدر ما عبّر عن غضب مشروع من تهميش الفن المغربي في مناسبة قارية تُفترض أن تعكس روح البلد المضيف وتاريخه وثراءه الإبداعي. كيف يُعقل أن تُختزل أغنية “الكان” في نموذج فني قائم على الضجيج والتهريج، بينما تزخر الساحة الوطنية بأصوات راقية وتجارب موسيقية ناضجة قادرة على تقديم عمل يليق بحجم الحدث؟

المنتقدون رأوا في هذا القرار انتصارًا لمنطق التفاهة السهلة التي تُسوَّق على حساب الجودة والرسالة، واعتبروا أن اللجوء إلى أسماء مثيرة للجدل وناقصه فنا ، مما يكرس سياسة هيمنة ثقافة الشرق الهابطة، بدل فنانين مغاربة متمرسين وعالميين ، ليس سوى تكريس لسياسة ثقافية قصيرة النظر، تفضل “البهرجة” على العمق، و”الضجيج” على الهوية.

في المقابل، حاول البعض تبرير الاختيار بشعارات فضفاضة من قبيل “الفن لا حدود له”، غير أن هذا الطرح، بحسب منتقديه، يتجاهل أن التظاهرات القارية ليست حفلات عابرة، بل واجهات رمزية يُفترض أن تعكس روح البلد وتمنح أبناءه أولوية التمثيل، لا أن تُحوَّل إلى منصات لتسويق نماذج فنية مستهلكة.

هذا الجدل، الذي يتكرر مع كل مناسبة كبرى، يكشف في عمقه أزمة معايير: هل نختار الفن لأنه فن، أم لأن صاحبه يثير الجدل ويجيد تسويق التفاهة؟ سؤال يبقى معلقًا، في انتظار أن تنتصر القيمة على الضجيج، والهوية على الاستعراض.

14/12/2025

مقالات خاصة

Related Posts