kawalisrif@hotmail.com

المقاطعة تعيد رسم خريطة الاستهلاك في ماليزيا وتمنح العلامات المحلية صدارة المشهد

المقاطعة تعيد رسم خريطة الاستهلاك في ماليزيا وتمنح العلامات المحلية صدارة المشهد

يشهد السوق الماليزي تحوّلًا لافتًا في أنماط الاستهلاك، مع اتساع رقعة المقاطعة الشعبية للعلامات الغربية على خلفية الحرب في غزة، ما فتح المجال أمام صعود قوي للمنتجات والعلامات المحلية بوصفها بدائل واقعية لسلاسل عالمية معروفة. هذا التحول، الذي تبلور منذ صيف 2024، لم يظل حبيس الشعارات، بل ترجم إلى مشاريع اقتصادية ناجحة، كان أبرزها مبادرة سيدة ماليزية حولت قرار المقاطعة إلى سلسلة مطاعم محلية انطلقت من شاحنة طعام قبل أن تنتشر بعشرات الفروع خلال فترة قياسية.

ولم يقتصر التبدّل على قطاع الوجبات السريعة، إذ برزت المقاهي المحلية بقوة، متقدمة على أسماء عالمية في عدد الفروع والانتشار. فقد تمكنت إحدى السلاسل الماليزية من مضاعفة حضورها داخل البلاد خلال عام واحد، في وقت سجلت فيه العلامات الغربية تراجعًا ملحوظًا، رغم محاولاتها النأي بنفسها عن مواقف فروع أخرى في دول مختلفة. غير أن ذلك لم يخفف من حدة الغضب الشعبي، في بلد ذي أغلبية مسلمة يتعامل مع القضية الفلسطينية بوصفها مسألة مبدئية.

انعكست هذه التحولات بوضوح في أرقام المبيعات وخطط التوسع، حيث حققت العلامات المحلية عائدات مرتفعة قياسًا برؤوس أموالها، وبدأ بعضها في التوجه نحو أسواق إقليمية مجاورة بمنتجات ذات طابع محلي واضح. ويرى مراقبون أن ما يجري يتجاوز كونه موجة عابرة، ليعكس تغييرًا بنيويًا في المزاج الاستهلاكي، مدفوعًا بالوعي السياسي والهوية الثقافية. وبينما يراهن البعض على تراجع الزخم مستقبلًا، تبدو المقاطعة، في نظر شريحة واسعة من الماليزيين، خيارًا دائمًا وأسلوب حياة يعيد تعريف العلاقة بين المستهلك والسوق.

14/12/2025

مقالات خاصة

Related Posts