أصدرت جمعية “أطاك المغرب” بيانًا شديد اللهجة حول مأساة الأمطار التي اجتاحت مدينة آسفي، وأسفرت عن وفاة نحو 40 شخصًا، معتبرة ما حدث “إفلاسًا واضحًا للسياسات العمومية وفشلًا ممنهجًا في حماية سكان المدينة التاريخية على مدى عقود”. وأوضحت الجمعية أن هذه الخسائر “ليست مجرد قضاء وقدر، بل نتيجة حتمية لتراكم الإهمال وسياسات التهميش والنهب، وأن العدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية لن تتحقق إلا بالمساءلة والعمل الجماعي”.
وأبرزت الجمعية أن سكان آسفي يعيشون في بيئة مزدحمة بالثروات الصناعية، من الفوسفاط إلى الكهرباء الحرارية ومصانع الإسمنت والجبس، إلا أنهم يتحملون “ثمن التلوث والموت” بدل الاستفادة من هذه الثروات. وأكدت أن تجاهل المسؤولين المتعاقبين لتحذيرات المواطنين المتكررة بشأن انهيار شبكات الصرف الصحي وتدهور المرافق العمومية، وترك الأمر حتى “تسقط المنازل على ساكنيها”، لا يعكس عجزًا تقنيًا، بل “خيارًا سياسيًا متعمدًا أدى إلى هذه الكارثة الإنسانية”.
وطالبت الجمعية بفتح تحقيق عاجل وشفاف في أسباب الفاجعة، ومحاسبة كل المسؤولين عن الإهمال والفساد، مع إعادة ترتيب الأولويات بما يضمن سلامة المواطنين والبنية التحتية الأساسية، بدل التركيز على مشاريع ضخمة بلا جدوى اجتماعية.
وفي ملاحظة حادة، حملت “أطاك” الدولة مسؤولية ما وقع، معتبرة أن توجيه الموارد العامة نحو مشاريع استعراضية، مثل الملاعب الضخمة والقطارات فائقة السرعة، في حين تُهمل الخدمات الأساسية والقطاعات الحيوية، يفتح الباب على مصراعيه للفساد المنظم، ويثقل كاهل البلاد بالديون العامة التي تهدد مستقبل الأجيال، مع إعادة إنتاج أشكال التبعية والاستعمار بأساليب حديثة.
15/12/2025