في مداخلته خلال جلسة المساءلة الشهرية بمجلس النواب يوم الاثنين 15 دجنبر، انتقد البرلماني محمد أوزين ما اعتبره خللاً فادحاً في منطق الدعم العمومي للمقاولات، مع التركيز على القطاع الإعلامي والمقاولات الصغرى. وأكد أن الدعم العمومي يذهب أحياناً لمقاولات إعلامية عملاقة تستحوذ على الملايين دون تقديم خدمة عمومية حقيقية، محولة المنابر إلى فضاءات للفضائح والتشهير، مما يضرب القيم المغربية ويستغل المال العام بطريقة غير مسؤولة.
وأضاف أوزين أن فشل الحكومة في ملف التشغيل مرتبط ارتباطاً مباشراً بعدم دعم المقاولات الصغيرة جدا، التي تمثل النسيج الاقتصادي الأساسي للبلاد، مشيراً إلى أن آلاف الوحدات الإنتاجية تغلق سنوياً بسبب التعقيدات الإدارية الطويلة، وليس ضعف الإنتاج، ما يؤدي إلى تدمير عشرات الآلاف من فرص الشغل. وأوضح أن 88% من الشركات المغربية لا يتجاوز عدد العاملين فيها ثلاثة أشخاص، ومع ذلك تواجه صعوبات هائلة تجعل المقاول الصغير يعيش تحت ضغط مستمر، مجبراً على مواجهة بيروقراطية مرهقة قد تؤدي إلى إفلاسه.
كما انتقد أوزين منطق الصفقات العمومية الذي يفضل القرب من مراكز القرار على الابتكار وجودة الخدمة، مشيراً إلى تجارب دولية ناجحة اعتمدت الرقمنة والشفافية لدعم المقاولات الصغرى وتقليص الفساد. وخلص إلى أن مناخ الأعمال الحالي في المغرب لا يشجع على المبادرة ولا على الاستثمار، بل يولد الإحباط والإغلاق، مطالباً الحكومة بإعادة النظر في استراتيجيات الدعم والرقابة لضمان عدالة توزيع الموارد وتحفيز الاقتصاد الوطني.
15/12/2025