شهدت جماعة أربعاء تاوريرت بإقليم الحسيمة ، مشهداً صادماً ومؤثراً أثار جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما اضطر أهالي إحدى الدواوير إلى نقل امرأة حامل على متن جرار مخصص عادة لنقل الرمال والأتربة.
الحادثة وقعت في منطقة “الواد” الجبلية، تحديداً بدواوير الواد، أيت علي موسى، وأيت يوسف، حيث باغت المخاض المرأة فجأة، ولم تستطع سيارة الإسعاف الوصول بسبب صعوبة الطريق وعزلة المنطقة أثناء التساقطات المطرية.
ووفق الصور المتداولة، ظهر الجرار وهو يسير على الطرق الوعرة حاملاً المرأة في وضعية حرجة، في مشهد يمزج بين الألم والمعاناة، وقد وصفه البعض بأنه “واقعة تهز القلوب وتكشف مأساة التهميش في المناطق النائية”.
صاحب الجرار، الذي شارك في نقل المرأة، أكد أنه لم يكن أمامهم خيار سوى حملها على هذا الشكل، سيراً على الأقدام عبر جبال وعرة، في انتظار وصول سيارة الإسعاف إلى مركز أربعاء تاوريرت ومن ثم إلى المستشفى بأجدير.
القصة أثارت موجة انتقادات لاذعة تجاه ضعف البنية التحتية وغياب تدخل السلطات المحلية. فقد علق الناشط والمستشار الجماعي عبد الإله البوطاهري قائلاً:
“نداء استغاثة من دواوير معزولة بسبب الأمطار ووادي النكور. عدة دواوير، من بينها الواد، أيت علي موسى، وأيت يوسف، تعيش عزلة تامة عن العالم الخارجي. كالعادة، المجلس الجماعي يلتزم الصمت دون اتخاذ أي إجراءات ملموسة لفك العزلة أو التخفيف من معاناة الساكنة. صباح اليوم، شهدت إحدى هذه الدواوير حالة ولادة حرجة، اضطر ذووها إلى نقلها على متن جرار في ظروف لا تليق بكرامة الإنسان.”
المشهد أعاد إلى الأذهان حجم المعاناة اليومية لسكان المناطق النائية، حيث يظل الأطفال والنساء والمرضى عرضة لمخاطر العزلة بسبب ضعف البنية التحتية وغياب المسؤولية.
السؤال الملح الذي يطرحه الجميع الآن: متى ستتحرك السلطات لإنقاذ أرواح تعيش في صمت بين الجبال؟
