في أعقاب الفاجعة التي عرفتها مدينة آسفي جراء التساقطات الغزيرة التي أودت بحياة 37 شخصًا وخلفت خسائر مادية كبيرة، دخلت مدينة طنجة مرحلة تأهب لمواجهة مخاطر الفيضانات المحتملة، باعتبارها من أكثر الحواضر المغربية استقبالًا للأمطار. هذا الوضع الاستثنائي أعاد إلى الواجهة هواجس السلامة والوقاية، في ظل توقعات جوية تنذر باضطرابات مناخية قوية خلال الساعات المقبلة شمال المملكة.
وبحسب معطيات حصلت عليها كواليس الريف، فقد فعّلت السلطات المحلية بعمالة طنجة-أصيلة مختلف آليات الاستعداد، حيث جرى تجنيد فرق التدبير المفوض إلى جانب عناصر الوقاية المدنية والسلطات المحلية والمجلس الجماعي. كما تم وضع المعدات اللوجستية الضرورية رهن الإشارة للتدخل السريع في حال تسجيل أي طارئ، تزامنًا مع توقعات بتهاطل كميات مهمة من الأمطار بعدد من أقاليم الجهة.
وتأتي هذه التحركات في سياق حساس، خاصة أن عددًا من أحياء طنجة، لاسيما الهامشية منها، تشهد فيضانات متكررة مع كل تساقطات قوية، ما يثير انتقادات متواصلة بشأن ضعف البنيات التحتية وقصور شبكات الصرف. وفي الإطار ذاته، قررت المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بتطوان تعليق الدراسة بسبب سوء الأحوال الجوية، فيما حذرت مصالح الأرصاد الجوية من أمطار قوية مرتقبة بأقاليم وعمالات الشمال، وهو ما ضاعف منسوب القلق بعد الصور المؤلمة القادمة من آسفي.
15/12/2025