kawalisrif@hotmail.com

البعثات الإسبانية بالمغرب: تعزيز تدريس “الحضارة المغربية” في مدارس إسبانيا بالمملكة، بما في ذلك الأقاليم الجنوبية

البعثات الإسبانية بالمغرب: تعزيز تدريس “الحضارة المغربية” في مدارس إسبانيا بالمملكة، بما في ذلك الأقاليم الجنوبية

تقوم المملكة المغربية باختيار وتعيين ودفع رواتب المدرسين الذين يدرّسون مادة “اللغة العربية والحضارة المغربية” في 11 مركزًا تعليميًا، من بينها مركز العيون بالأقاليم الجنوبية للمملكة، في إطار التعاون التعليمي والثقافي مع البعثات الإسبانية بالمغرب.

ويأتي هذا ضمن 14 اتفاقية تم توقيعها خلال اجتماع رفيع المستوى بين المغرب وإسبانيا في بداية ديسمبر، لتعزيز العلاقات الثنائية في مجالات متعددة، أبرزها التعليم. وبموجب الاتفاق، ستسمح وزيرة التعليم الإسبانية، بيلار أليغريا، للمغرب بتعزيز إشرافه على هذه المادة داخل شبكة المدارس الإسبانية بالمغرب، بما يشمل الأقاليم الجنوبية، لضمان دقة المحتوى التعليمي وحماية الهوية الثقافية المغربية.

يتشابه هذا البرنامج مع خطة تدريس اللغة العربية والثقافة المغربية في المدارس الإسبانية في إسبانيا، والتي تُدرس منذ أكثر من عشر سنوات. ورغم وضوح أهدافه التعليمية والثقافية، أثار الإعلام اليميني الإسباني المعادي للمملكة، وأحيانًا بعض الأصوات اليسارية المتطرفة، جدلًا مضللاً، مستهدفًا كل إنجاز مغربي أو أي تقارب بين الرباط والحكومة الإسبانية الحالية، في محاولة لتشويه صورة المملكة وتشويش الحقائق حول جهودها التعليمية والثقافية.

لكن الحقائق واضحة: المدرسون مغاربة، مختارون ومؤهلون من قبل المملكة المغربية، ويصرف لهم المغرب رواتبهم، لضمان جودة التدريس ودقة المعلومات الثقافية والتاريخية. كما يمتلك المدرسون مستوى مقبولًا في اللغة الإسبانية وفهمًا أساسيًا للنظام التعليمي الإسباني لضمان نجاح العملية التعليمية.

يظل المدرسون المغاربة ضمن الإطار القانوني للمملكة المغربية، ويخضعون بالكامل لإشراف المملكة فيما يتعلق بالتأديب وسير العمل. ساعات التدريس تصل إلى 25 ساعة أسبوعيًا للمرحلة الابتدائية وما قبل المدرسة، و18–21 ساعة للمرحلة الثانوية.

المادة تُدرس في 11 مركزًا إسبانيًا بالمغرب، يدرس فيها 5,002 طالبًا، ويعمل بها 397 مدرسًا، موزعين بين العيون وطنجة وتطوان والحسيمة والناظور والدار البيضاء والرباط والعرائش.

مدة الاتفاق ثلاث سنوات قابلة للتجديد، وهو موجه للطلاب المغاربة والإسبان، ويُدرس طوعيًا دون تقييم أكاديمي، مع احترام كامل لسيادة المغرب وثقافته وهويته الوطنية.

هذه الخطوة تؤكد مرة أخرى قدرة المملكة المغربية على حماية هويتها الثقافية والتربوية، وترسيخ سيادتها داخل مدارسها، حتى تلك التي تديرها بعثات أجنبية على أراضيها. كما تثبت أن محاولات الإعلام اليميني واليساري المتطرف في إسبانيا لتشويه صورة المغرب لا تستطيع أن تمس الحقائق، أو تقلل من جهود المملكة في تعزيز حضارتها ومكتسباتها الوطنية والإقليمية.

المغرب يثبت مجددًا أنه صاحب القرار السيادي على أرضه، ودوره الريادي في حماية الهوية الثقافية والتعليمية لمواطنيه، في إطار ديموقراطي يحترم كل القيم التربوية ويعزز التعاون المثمر مع الدول الصديقة.

16/12/2025

مقالات خاصة

Related Posts