تشهد الحسيمة اليوم مفارقة مثيرة للجدل ،بينما تتطلب تحديات التنمية الحالية التركيز على الكفاءات الجديدة والرؤى المبتكرة، تتحول منصات التواصل الاجتماعي إلى ساحات لإعادة إحياء شخصيات سياسية بالية ، ضمنها المرشح التجمعي المنتظر في تشريعيات 2026 , كريم البوطاهري ، واابرلماني عن الأصالة والمعاصرة محمد الحموتي ، وغيرهم كثير …. والتي باتت بلا تأثير حقيقي، أو ما يمكن تسميته بـ “الأشباح السياسية”. هؤلاء لم يُعرف عنهم أي إنجاز ملموس في مسار تسيير الشأن المحلي، ومع ذلك، يظل البعض يروّج لتاريخهم وكأنهم رموز للنجاح.
هذا التمجيد الزائف يطرح سؤالاً جوهرياً: هل أصبحت الذاكرة الجماعية في إقليم الحسيمة رهينة محاولات لتلميع سجلات فارغة؟ السياسيون الذين تم الاحتفاء بهم لم يسجلوا أي طفرات حقيقية في البنية التحتية، ولم يطلقوا مشاريع هيكلية تغيّر من حياة السكان أو تحفّز الاستثمار. على العكس، شهدت المدينة خلال فترات توليهم ركوداً مستمراً وبقاء المشاكل المزمنة دون حلول جذرية، مما عزز الانطباع بأن تسييرهم كان روتينياً إدارياً بحتاً، بعيداً عن أي رؤية قيادية واضحة.
محاولات بث الروح في هؤلاء السياسيين “الموتى” إعلامياً، من خلال تداول صورهم القديمة وتصريحاتهم المتكررة، لا تخدم مصالح المدينة. فهي لا تعدو كونها إلهاءً عن مساءلة المسؤولين الحاليين، أو محاولة لإعادة طرح أطراف فقدت شرعيتها السياسية عبر استحضار “زمن مضى” لم يكن زمن إنجازات.
يجب أن يكون معيار التكريم في الشأن العام هو الأثر الملموس، والعمل المنجز، والنزاهة المثبتة. على المجتمع أن يتوقف عن الانبهار بالأسماء القديمة التي لم تقدّم شيئاً ملموساً، بل ربما ساهمت في جمود بعض القطاعات الحيوية.
الحسيمة مدينة حية، وشبابها وكفاءاتها يستحقون التركيز على المستقبل لا الماضي العقيم. على الرأي العام توجيه النقد والمحاسبة والدعم نحو الكفاءات القادرة على تقديم الإضافة اليوم، والمطالبة برؤى واضحة بدلاً من الانجرار وراء حملات تلميع بلا هدف سوى تعطيل عجلة التغيير.
منصات التواصل الاجتماعي يمكن أن تتحول من أدوات للتمجيد الأعمى إلى منابر للمحاسبة المستنيرة، تبرز من يستحق أن يُذكر بالإنجاز والخدمة الصادقة، وتترك “الأشباح السياسية” حيث يجب أن تكون: في ذاكرة الماضي، لا على أجندة المستقبل.
16/12/2025