في خضم المنافسة المحتدمة لبناء القدرات الحاسوبية المطلوبة لتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة، لجأت شركات كبرى مثل مايكروسوفت، ميتا وغوغل، إلى صيغ تمويل مبتكرة تسمح لها بتمويل مراكز البيانات دون تسجيل ديون مباشرة على ميزانياتها. وتعتمد هذه الاستراتيجيات على توقيع عقود استئجار القوة الحاسوبية من شركات ناشئة أو مؤسسات مالية، ما يمنحها المرونة لتقييم الطلب المستقبلي على الذكاء الاصطناعي دون التزامات طويلة الأمد قد تشكل عبئًا في حال تراجع النمو.
تكاليف هذه المشاريع الضخمة تصل إلى عشرات المليارات، حيث أبرمت مايكروسوفت صفقات تجاوزت 50 مليار دولار لتأجير مراكز بيانات، فيما مولت ميتا مشروع “هايبريون” في لويزيانا بقيمة 30 مليار دولار عبر كيان تمويلي خاص بالتعاون مع صندوق “Blue Owl Capital”، ما سمح لها بتصنيف التكاليف كمصاريف تشغيلية مع الاحتفاظ بالقدرة على إنهاء الالتزام قبل استحقاق السندات طويلة الأجل. وتختار غوغل شراء جزء من القدرة الحاسوبية من شركات صغيرة ثم إعادة بيعه لشركائها مثل “أوبن إيه آي”، ما يعكس نهجًا متوازنًا بين التوسع السريع وترحيل المخاطر إلى أطراف ثالثة.
ومع ارتفاع الطلب على الذكاء الاصطناعي، يشير الخبراء إلى أن هذه الصيغ التعاقدية تمنح شركات التكنولوجيا قدرة توسعية مرنة لكنها تحمل مخاطر غير مباشرة على الشركاء الأصغر أو المؤسسات المالية المشاركة. ورغم أن هذه الاستراتيجيات توفر ملاذًا لتجنب الإنفاق المباشر، يحذر المحللون من أن أي تراجع في الطلب قد يعيد سيناريو المخاطر المكثفة، كما حدث في الفقاعات التكنولوجية السابقة، لكنها تبقى خطوة ذكية لتأمين التمويل واستمرار سباق الابتكار في الذكاء الاصطناعي.
16/12/2025