لمحة عن الطائرة البحرية بدون طيار التابعة للجيش الإسباني التي ستحرس مياه مضيق جبل طارق

طولها سبعة أمتار، سرعتها القصوى 30 عقدة، مزودة بالأقمار الصناعية والجيل الخامس وقدرات قتالية بأسلحة عن بعد

شهدت البحرية الإسبانية ثورة تكنولوجية جديدة، حيث ستبدأ مياه مضيق جبل طارق باستقبال أول زورق مسير آلي (طائرة بحرية بدون طيار)، والمعروف باسم سياد 23. هذه الإضافة الجديدة للقوات الإسبانية عبارة عن طائرة بحرية بطول 7 أمتار ومحرك بقوة 250 حصانًا، ما يمنحها سرعة قصوى تصل إلى 30 عقدة. كما يمكنها الإبحار لمسافة 200 ميل بحري بسرعة 15 عقدة، مع قدرة حمل تصل إلى 300 كيلوغرام. وتشمل تجهيزاتها الأساسية سونار متعدد الحزم، رادار سطحي، جهاز إرسال واستقبال AIS، وكاميرا حرارية وبصرية. كما يمكنها استخدام ثلاثة أنواع من الاتصالات: الأقمار الصناعية، الترددات الراديوية، والجيل الخامس 5G، مع الانتقال التلقائي بينها لضمان أفضل اتصال ممكن.

في 9 ديسمبر الماضي، استقبل مركز التجارب والمركبات غير المأهولة للبحرية الإسبانية في قاعدة روتا البحرية الطائرة سياد 23، التي صُنعت من قبل شركة سيادرون في بونتيفيدرا التابعة لمجموعة زيلينزا، بعد عامين من التجارب لتقييم إمكانياتها البحرية.

المرحلة القادمة تشمل تدريب المشغلين بدعم من خبراء شركة سيادرون-زيلينزا، بهدف الشروع مطلع السنة القادمة في حملة تجريبية لتطوير قدرات الطائرة، بما في ذلك تركيب منصة أسلحة عن بعد وذخيرة متجولة لتعزيز القدرة القتالية للطائرة. وتتوقع البحرية أن تصبح الطائرة جاهزة للعمل بشكل كامل بحلول سبتمبر المقبل.

تعزز هذه الطائرة قدرات الأسطول الإسباني، إذ يُبرز مركز CEVENTA ميزة الاتصال عبر الأقمار الصناعية، التي تسمح بتشغيلها لمسافة لا تحدها سوى كمية الوقود. كما يشير المركز إلى سرعتها وقدرة حملها وانخفاض بصمتها الرادارية.

بدأت سياد 23 مسيرتها البحرية بالمشاركة في المشروع الأوروبي المحيط 2020 على متن الفرقاطة سانتا ماريا. كما شاركت في التجارب العسكرية للبحرية البرتغالية، بما في ذلك تمارين ريبماس والرسول الديناميكي، بالإضافة إلى تدريبات بحرية متعددة مثل ديدالو 23، فلوتكس 23، وبالتوبس 24 على متن السفن كاستيا وخوان كارلوس الأول. وفي 2025، لعبت دور قوة معارضة في تمرين البحار الديناميكية 25 من قاعدة روتا البحرية.

عملت شركة سيادرون لمدة ثلاث سنوات على تطوير سياد 23، مع تعاون مركز التجارب البحرية لتحسين التصميم وإضافة قدرات جديدة. وقد تم اختبار الطائرة على متن سفن وفرقاطات وخوان كارلوس الأول لتكييفها مع خصوصيات العمليات البحرية، مثل الإطلاق والتشغيل من منصات تتحرك على سطح الماء.

مهمة مركز التجارب والمركبات غير المأهولة للبحرية هي تحديد احتياجات الأسطول الإسباني من هذه التقنيات الجديدة، والتواصل مع الصناعة الدفاعية لتطوير القدرات المطلوبة، والإشراف على جميع الأنشطة المتعلقة بالبحث والتطوير والابتكار في أنظمة الطائرات غير المأهولة والتقنيات البحرية الحديثة.

يُشرف على المركز قائد بحري من الأسطول، ويتم تقييم أنواع مختلفة من الطائرات غير المأهولة وفقًا للتصنيفات: غواصات غير مأهولة، سطحية غير مأهولة، برية غير مأهولة، وجوية غير مأهولة.