في مداخلة اتسمت بحدة غير مسبوقة داخل البرلمان، وجّه محمد أوزين انتقادات مباشرة لما سماه بعض المقاولات الإعلامية التي تحولت، بحسب تعبيره، إلى أدوات لنشر التفاهة بدل أداء أدوارها التنويرية. وأكد أن هذه المنابر لم تعد تساهم في ترسيخ النقاش العمومي الرصين، بل باتت تلهث خلف الإثارة السطحية، مستفيدة من موارد عمومية يفترض أن توجَّه لخدمة الصالح العام.
وأوضح أوزين أن الإشكال لا يتعلق بحرية التعبير أو النقد الإعلامي، بل بطبيعة المحتوى المقدم وأهدافه الحقيقية، معتبراً أن توظيف المال العام في إنتاج خطاب فارغ يفرغ السياسة من معناها ويسيء إلى وعي المواطن. وأضاف أن هذا النوع من الإعلام يسهم في تشويه العمل السياسي ويغذي مناخاً من التبخيس والسخرية بدل النقاش المسؤول.
وختم المتحدث مداخلته بالدعوة إلى إعادة النظر في آليات دعم الإعلام وتعزيز معايير الشفافية والمحاسبة، مشدداً على ضرورة التمييز بين الإعلام المهني الجاد، وبين منصات تستثمر في التفاهة لتحقيق الربح والنفوذ. كما اعتبر أن إصلاح المشهد الإعلامي بات ضرورة ملحة لحماية المال العام وصون دور الإعلام كسلطة رابعة تخدم المجتمع والديمقراطية.
17/12/2025