في مبادرة إنسانية تعبّر عن عمق التضامن الوطني، أعلنت جمعية كرامة التضامن بمدينة الناظور عن تخصيص إعانة استعجالية مهمة لفائدة المتضررين من الفيضانات التي شهدتها مدينة آسفي ، خلال اليومين الأخيرين ، وما خلّفته من خسائر مادية ومعاناة اجتماعية لعدد من الأسر.
وأوضحت الجمعية أن قافلة إغاثية كبيرة، تضم مجموعة من الشاحنات المحمّلة بالمواد الغذائية الأساسية، والأغطية، والملابس، ومستلزمات الإغاثة، ستنطلق قريبا في اتجاه مدينة آسفي، تزامنًا مع موجة البرد وانخفاض درجات الحرارة خلال موسم الأمطار، وذلك قصد تلبية الحاجيات العاجلة للمتضررين والتخفيف من وطأة الظروف القاسية.
وتندرج هذه المبادرة ضمن النهج الإنساني والاجتماعي الذي دأبت عليه جمعية كرامة التضامن منذ تأسيسها، حيث تواصل إطلاق مبادرات ذات أثر ميداني مباشر لفائدة الفئات الهشة والمتضررة بمختلف مناطق الوطن وخارجه، تكريسًا لقيم التكافل والتآزر.
وأكدت الجمعية أن المبلغ المرصود لهذه العملية، والمقدّر بـ35 مليون سنتيم ، في خطوة تعكس متانة الشراكات التضامنية وحجم الالتزام الجماعي بدعم المتضررين في أوقات الشدة.
وتجسّد هذه المبادرة إنسانية العمل الجمعوي، وتبعث برسالة واضحة مفادها أن التضامن فعل مستمر، وأن الوقوف إلى جانب المتضررين واجب وطني وأخلاقي لا يقبل التأجيل.
كما تؤكد جمعية كرامة التضامن من خلال هذه الخطوة أن العمل الإنساني ليس جهدًا فرديًا معزولًا، بل ثمرة تلاحم جماعي ساهمت فيه مختلف مكوّنات الجمعية، من أجهزة التسيير، والأطر الميدانية، والمتطوعين، إلى جانب شركائها وداعميها الذين انخرطوا بروح عالية من المسؤولية في تعبئة الموارد وتوفير وسائل الدعم اللوجستي.
إن هذا الانخراط المشترك يعكس إيمانًا راسخًا بأن التضامن الحقيقي يقوم على تضافر الجهود وتكامل الأدوار، في سبيل صون كرامة الإنسان، ومواكبة المتضررين في لحظات المحنة، وترجمة قيم التكافل إلى فعل ميداني ملموس. وهي رسالة وفاء لروح التضامن المغربي الأصيل، الذي يثبت في كل مرة أن الوطن يتقاسم الألم كما يتقاسم الأمل، ولا يترك أبناءه وحدهم في مواجهة الشدائد.
17/12/2025
