kawalisrif@hotmail.com

تفكيك شبكة دولية لتهريب المخدرات عبر حافلات تربط المغرب بأوروبا: توقيف خمسة أشخاص في ألميرية

تفكيك شبكة دولية لتهريب المخدرات عبر حافلات تربط المغرب بأوروبا: توقيف خمسة أشخاص في ألميرية

تمكنت عناصر الحرس المدني الإسباني من تفكيك شبكة إجرامية دولية منظمة تنشط في تهريب المخدرات عبر إخفائها داخل تجاويف سرية مُعدّة بعناية (الدوبل فوند) داخل حافلات للنقل الدولي، كانت تؤمّن رحلات أسبوعية منتظمة بين المغرب وعدد من دول الاتحاد الأوروبي، مع اعتماد بلجيكا محطة نهائية لتجميع وتوزيع الشحنات.

وقد أسفرت هذه العملية الأمنية الواسعة، التي نُفذت بشكل متزامن بكل من ألميرية وروكيتاس دي مار وفيكار، إضافة إلى مدينة مليلية، عن توقيف خمسة أشخاص يُشتبه في تورطهم المباشر ضمن هذه الشبكة.

وخلال مجريات التحقيق والتدخل الميداني، نفذت المصالح الأمنية ثماني عمليات تفتيش دقيقة، أسفرت عن حجز ما يقارب 140 كيلوغراماً من مخدر الشيرا، إلى جانب 15 مركبة من بينها سيارات فاخرة وحافلتان استُخدمتا في عمليات التهريب، فضلاً عن أكثر من 130 ألف يورو نقداً ومجموعة من المعدات التكنولوجية المستعملة في التنسيق والتواصل.

ووفق المعطيات الرسمية الصادرة عن الحرس المدني، فإن العائدات المالية غير المشروعة لهذا النشاط الإجرامي تجاوزت 2.8 مليون يورو، ما دفع السلطات القضائية إلى اتخاذ إجراءات صارمة، شملت الحجز التحفظي على 19 حساباً بنكياً، و50 مركبة، و28 عقاراً يُشتبه في ارتباطها بعائدات الاتجار بالمخدرات.

العملية الأمنية، التي حملت الاسم الرمزي «أنيساكيس»، انطلقت منذ بداية السنة الجارية، وقادتها وحدة الشرطة القضائية التابعة لقيادة الحرس المدني بألميرية، في إطار تنسيق أمني وثيق ومتواصل مع الأمن المغربي ونظرائهم في إدارة الجمارك، وبدعم ميداني من وحدات الحرس المدني بمليلية، وفرق الكلاب البوليسية، ووحدة حماية الطبيعة (سيبرونا)، إضافة إلى وحدة التدخل السريع USECIC.

وكشفت التحريات المعمقة أن أفراد الشبكة كانوا يستغلون نقل المسافرين العاديين بين المغرب والتراب الأوروبي كغطاء لتمويه نشاطهم الإجرامي وتفادي الشبهات. كما أظهرت التحقيقات أن التنظيم الإجرامي كان يعتمد بنية هرمية محكمة؛ إذ يقيم زعيم الشبكة في شمال شرق فرنسا، قرب الحدود البلجيكية، حيث كانت تُستقبل الشحنات ليتضاعف ثمنها بشكل كبير داخل السوق السوداء الأوروبية.

أما الجانب اللوجستي، فقد توزع بين توفير فضاءات خاصة لإعداد التجاويف السرية داخل الحافلات، والإشراف على شركة نقل أُنشئت خصيصاً لخدمة هذا النشاط الإجرامي. وتحت إشراف القيادة المركزية، عمل مختص في صناعة «الدوبل فوند»، مدعوماً بعناصر أخرى تولت توفير المواد اللازمة، ونقل المخدرات، وإدخالها بعناية إلى الحافلات دون إثارة الانتباه.

تعكس هذه العملية الأمنية، مرة أخرى، نجاعة التعاون الأمني المغربي–الإسباني في مواجهة شبكات الاتجار الدولي بالمخدرات، وتؤكد الدور المحوري للتنسيق العابر للحدود في تجفيف منابع الجريمة المنظمة. كما تبرز في المقابل الأساليب المتطورة التي تلجأ إليها التنظيمات الإجرامية لاستغلال خطوط النقل الدولي، في مواجهة يقظة أمنية متنامية وإرادة مشتركة لحماية أمن واستقرار ضفتي المتوسط.

17/12/2025

مقالات خاصة

Related Posts