kawalisrif@hotmail.com

التضليل الإعلامي الرقمي: تهديد بنيوي للحق في المعلومة وحاجة ملحة لتعزيز الصحافة المهنية

التضليل الإعلامي الرقمي: تهديد بنيوي للحق في المعلومة وحاجة ملحة لتعزيز الصحافة المهنية

حذرت لطيفة أخرباش، رئيسة الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، من أن التضليل الإعلامي والأخبار الزائفة تحولت إلى مخاطر بنيوية تهدد جوهر الحق الأساسي للمواطنين في الحصول على إعلام موثوق ومتعدد، مؤكدة أن هذه الظاهرة تمثل مجرد “واجهة سطحية لاختلالات أعمق” تؤثر على متانة المنظومات الإعلامية وطنياً ودولياً. وأوضحت أخرباش، خلال لقاء حول محاربة الأخبار الزائفة بالرباط، أن معالجة هذه الظاهرة تتطلب فهماً شاملاً للمخاطر الإعلامية وتحليلاً متبصراً للتحولات العميقة التي يشهدها قطاع الإعلام والتواصل، لا سيما في ظل تنوع مصادر المحتوى المضلل وأساليبه وغاياته، من الأخبار المزيفة إلى الحملات الرقمية المستهدفة لقضايا وطنية كالصحراء المغربية.

وأشارت أخرباش إلى أن التحولات الرقمية غيرت جذرياً طبيعة التضليل الإعلامي، من خلال خفض كلفة إنتاجه وتسهيل وصوله إلى الجمهور، مما أدى إلى تراجع الصحافة المهنية كمصدر موثوق للأخبار، واعتماد شريحة واسعة من المغاربة على شبكات التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية كمصدر أساسي للمعلومة، حيث يعتمد 70 في المائة منهم على هذه المنصات، مع تصدر يوتيوب وفيسبوك للائحة الاستخدام. واعتبرت أن هذه التحولات ترفع من هشاشة الجمهور أمام استراتيجيات التأثير والتلاعب بالمعلومات، بما في ذلك الحملات الأجنبية، وتبرز الحاجة إلى تعزيز التحقق من الوقائع وضمان المصداقية وتعددية المصادر.

وأكدت رئيسة “الهاكا” أن المقاربة التنظيمية والتقنينية التي تدعو إليها الهيئة لا تهدف إلى تقييد الحريات، بل إلى الارتقاء بالوعي الإعلامي وتحسين استخدام الفضاء الرقمي بما يحقق التوازن بين حرية التعبير وحماية المجتمع من المخاطر. كما نبهت إلى أن تطور تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي يطرح تحديات إضافية، داعية إلى وضع أطر قانونية وتنظيمية تضمن توظيف هذه التقنيات لخدمة المصلحة العامة وحماية الحقوق الأساسية، مع الاستفادة من فرص الابتكار والتجديد التي توفرها في تعزيز السيادة الرقمية للمملكة.

17/12/2025

مقالات خاصة

Related Posts