كشف تقرير حديث صادر عن شركة “ميشائيل باور إنترناتسيونال” الألمانية المتخصصة في البيانات الجغرافية، أن العالم شهد هذا العام مستوى غير مسبوق من النزاعات السياسية، حيث تم رصد 1450 نزاعاً مستمراً منذ يناير حتى شتنبر، إلى جانب إضافة 70 نزاعاً جديداً وانتهاء 18 نزاعاً. وأوضح التقرير أن هذه النزاعات لم تقتصر على المعارك العسكرية، بل شملت ضغوطاً اقتصادية واستراتيجيات سياسية وحصارات متعددة، محذراً من خطورة الاستهانة بالتصعيدات منخفضة العنف، والتي غالباً ما تؤدي إلى اتخاذ إجراءات متأخرة بعد حدوث أضرار ملموسة.
وأشار نيكولاوس شفانك، الباحث ومعد الدراسة، إلى تصاعد النزاعات الثنائية المتعلقة بالتجارة والرسوم الجمركية، والتي أثارتها سياسات إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، ما أدى إلى تداعيات دولية سريعة. وسجل التقرير وقوع 89 حرباً حتى نهاية شتنبر، أكثر بـ11 حرباً مقارنة بالعام الماضي، موزعة على 31 دولة، أبرزها الحرب بين روسيا وأوكرانيا والنزاعات الداخلية في شمال مالي، مع تركيز النزاعات الفادحة في مناطق إفريقيا جنوب الصحراء والشرق الأوسط وآسيا. وأكد التقرير أن زيادة عدد الحروب تعود لتفاقم نزاعات طويلة الأمد وليس اندلاع حروب جديدة واسعة النطاق، مع تسجيل أعلى مستويات التصعيد في الصومال والكونغو وبوركينا فاسو.
ولفت التقرير إلى أن الحروب تمثل جزءاً صغيراً من النزاعات الفعلية، إذ إن العديد منها يجري دون عنف مستمر لكنه يترك تأثيراً عميقاً على الدبلوماسية والأسواق والاعتبارات الأمنية. وأوضح شفانك أن استخدام العقوبات الاقتصادية والقيود على الصادرات والاستثمارات، إلى جانب الضغوط الدبلوماسية، أصبح وسيلة أكثر استهدافاً لإحداث تأثير كبير دون اندلاع حروب مفتوحة، محذراً من أن هذه النزاعات المهملة قد تتطور إلى مواجهات جيوسياسية وجيواقتصادية واسعة النطاق. كما رصد التقرير 523 أزمة عنيفة تتراوح بين احتجاجات تحولت مؤقتاً إلى أعمال عنف في دول مثل فرنسا وصربيا والمكسيك والفلبين، ومواجهات مع جماعات مسلحة في جمهورية إفريقيا الوسطى والهند وإندونيسيا، إلى جانب توترات عابرة للحدود مثل تلك بين السودان وجنوب السودان أو إثيوبيا وكينيا.
18/12/2025