kawalisrif@hotmail.com

حمّى الاكتتابات في بورصة الدار البيضاء تكشف فجوة الأرباح بين الصغار والكبار

حمّى الاكتتابات في بورصة الدار البيضاء تكشف فجوة الأرباح بين الصغار والكبار

أثار الإقبال القياسي على الاكتتابات الجديدة لأسهم “كاش بلوس” و“الشركة العامة للأشغال المغرب” (SGTM) في بورصة الدار البيضاء موجة تفاؤل واسعة في أوساط المستثمرين الأفراد، غير أن النتائج الفعلية كشفت واقعا مغايرا. فبرغم نسب الاكتتاب المرتفعة، انتهت العملية بتخصيصات محدودة جدا لآلاف المكتتبين الصغار، ما جعل العوائد قصيرة الأمد ورمزية، وحوّل المشاركة في هذه العمليات إلى رهان محفوف بالمخاطر أكثر منه استثمارا واعدا.

في المقابل، بدت ملامح المستفيدين الحقيقيين أكثر وضوحا، إذ ضمنت البنوك وشركات الوساطة عمولات مهمة بفضل أحجام الاكتتاب الضخمة، فيما استفاد المساهمون التاريخيون من تخارج نقدي مريح عند تقييمات وُصفت بالسخية. كما حصدت بعض المنصات الإعلامية والمؤثرين مكاسب غير مباشرة من موجة الحماس الجماعي، وهو ما أعاد إلى الواجهة نقاشا واسعا حول ما إذا كانت هذه الاكتتابات تعزز ثقافة الاستثمار طويل الأجل أم تغذي سلوكا مضاربيا قريبا من منطق المقامرة.

ويرى محللون ماليون أن الإقبال الكبير يعكس اهتماما متزايدا ببورصة الدار البيضاء، لكنه في الوقت ذاته يثير تساؤلات جدية حول عدالة التخصيص ومستوى التقييمات. فالعائد الصافي لصغار المستثمرين، بعد احتساب الرسوم والضرائب، يظل محدودا ولا يتناسب مع حجم المخاطر أو فترة تجميد الأموال. ويجمع خبراء على أن إصلاح نظام الاكتتاب بات ضرورة لضمان توزيع أكثر إنصافا وتحفيز استثمار حقيقي ومستدام، بدل خلق موجات مضاربية مؤقتة تنتهي بخيبة أمل لدى شريحة واسعة من المدخرين.

18/12/2025

مقالات خاصة

Related Posts