kawalisrif@hotmail.com

شركتين مغربيتين تفوزان بتشييد المحطة الجديدة لمطار محمد الخامس بالدار البيضاء

شركتين مغربيتين تفوزان بتشييد المحطة الجديدة لمطار محمد الخامس بالدار البيضاء

في خطوة استراتيجية تعكس تصاعد الثقة في الكفاءات الوطنية وقدرتها على إنجاز الأوراش الكبرى، فاز ائتلاف مغربي يضم الشركة العامة للأشغال بالمغرب والأشغال العامة للبناء بالدار البيضاء بصفقة تشييد المحطة الجوية الجديدة بمطار محمد الخامس الدولي بالدار البيضاء، أحد أهم المرافق الحيوية بالمملكة، في مشروع يُرتقب أن يُحدث نقلة نوعية في البنية التحتية للمطارات المغربية ويعزز موقع الدار البيضاء كبوابة جوية إقليمية ودولية.

ويأتي هذا المشروع في سياق الدينامية الكبرى التي يشهدها قطاع النقل والبنيات التحتية بالمغرب، انسجامًا مع الرؤية الاستراتيجية الرامية إلى تحديث المرافق العمومية ورفع قدرتها الاستيعابية، بما يواكب النمو المتسارع لحركة النقل الجوي، ويعزز جاذبية المملكة الاقتصادية والسياحية على المستويين الإقليمي والدولي. وحسب معطيات صادرة عن المكتب الوطني للمطارات، فإن المحطة الجوية الجديدة ستتميز بربط مباشر مع خط القطار فائق السرعة طنجة–مراكش، في خطوة غير مسبوقة من شأنها تعزيز التكامل بين النقل الجوي والسككي، وتسهيل تنقل المسافرين داخل التراب الوطني وربط المطار بمختلف الأقطاب الاقتصادية الكبرى.

كما ستعتمد المحطة الجديدة أحدث التقنيات العالمية في تدبير تدفقات المسافرين، والمعالجة الآلية للأمتعة، والاستعمال الذكي لجسور الركوب، بما يضمن تحسين جودة الخدمات، وتقليص زمن الانتظار، والرفع من الطاقة الاستيعابية للمطار، وفق المعايير المعتمدة في كبرى المطارات الدولية، وهو ما يعزز تنافسية مطار محمد الخامس كمحور جوي رئيسي يربط إفريقيا بأوروبا والأمريكيتين.

ويكتسي هذا المشروع بعدًا اقتصاديًا إضافيًا، لكونه يتزامن مع أول يوم لإدراج الائتلاف الفائز في بورصة الدار البيضاء، ما يعكس الثقل المالي والصناعي المتزايد للشركات المغربية، وقدرتها على إنجاز مشاريع كبرى ذات قيمة مضافة عالية، فضلاً عن مساهمتها في خلق فرص شغل مباشرة وغير مباشرة، ودعم النسيج الاقتصادي الوطني، خاصة في قطاع البناء والأشغال العمومية.

ويرى متابعون أن إسناد هذا المشروع الاستراتيجي إلى شركات وطنية يشكل رسالة واضحة حول توطين الخبرة الهندسية المغربية وتعزيز السيادة الاقتصادية، كما يكرس طموح المغرب في التحول إلى منصة لوجستية وجوية إقليمية قادرة على مواكبة التحولات العالمية، ليس فقط من خلال توسيع البنية التحتية، بل عبر اعتماد حلول ذكية ومستدامة تضع المسافر في صلب منظومة النقل الحديثة.

وبهذا الورش الكبير، لا يقتصر الرهان على تشييد محطة جوية جديدة، بل يتجاوز ذلك إلى تجسيد رؤية مغربية متكاملة لمستقبل النقل والانفتاح والتنافسية الدولية، وترسيخ مكانة الدار البيضاء كقلب نابض لحركة العبور الجوي بإفريقيا.

18/12/2025

مقالات خاصة

Related Posts