أكد وزير التجهيز والماء، في تصريح رسمي، أن الحكومة تدرس توسيع شبكة السكك الحديدية لتشمل جهة درعة-تافيلالت، عبر إحياء خط ميدلت–الناظور، في خطوة استراتيجية تروم فك العزلة عن مناطق الجنوب الشرقي وتعزيز اندماجها في الدورة الاقتصادية الوطنية، وذلك بالنظر إلى الرهانات الكبرى التي يفرضها المركب المينائي الناظور غرب المتوسط، المرتقب افتتاحه في منتصف السنة المقبلة، وما يمثله من بوابة لوجستيكية جديدة للمملكة على الواجهة المتوسطية.
وأوضح المسؤول الحكومي أن هذا التوجه يندرج ضمن رؤية شمولية لتطوير البنيات التحتية للنقل، تقوم على ربط الجهات غير الساحلية بالشبكات الكبرى، وتحسين جاذبية الاستثمار، وتقليص كلفة اللوجستيك والنقل، خاصة بالنسبة للأنشطة الفلاحية والمعدنية والسياحية التي تزخر بها جهة درعة-تافيلالت والمناطق المجاورة، بما يعزز تنافسيتها ويُسرّع وتيرة خلق فرص الشغل.
وفي السياق ذاته، أعلن الوزير عن إطلاق دراسة تعريفية جديدة لمشروع خط سككي يربط أكادير بالعيون، بما يعزز الربط الطرقي والسككي مع الأقاليم الجنوبية، ويدعم الدينامية التنموية المتسارعة التي تعرفها هذه الأقاليم في إطار النموذج التنموي الجديد، فضلاً عن تقوية الربط بين شمال المملكة وعمقها الجنوبي.
ويُنتظر أن تُحدِّد الدراستان المرتقبتان الجدوى التقنية والاقتصادية للمشروعين، وآفاق التمويل والتنفيذ، مع مراعاة الأثرين الاجتماعي والبيئي، قبل الانتقال إلى المراحل العملية. ويرى متابعون أن هذه المشاريع، في حال تنزيلها، ستُشكّل رافعة حقيقية لتحقيق العدالة المجالية، وتعزيز تكامل الشبكات الوطنية، وربط الموانئ الكبرى بعمقها الاقتصادي، بما يخدم الرؤية الاستراتيجية للمغرب كمنصة لوجستيكية إقليمية وقارية.
18/12/2025
