kawalisrif@hotmail.com

فيديو يُربك فرنسا … وماكرون يكشف تفاصيل “انقلاب عليه” أثار ذعرًا دبلوماسيًا

فيديو يُربك فرنسا … وماكرون يكشف تفاصيل “انقلاب عليه” أثار ذعرًا دبلوماسيًا

أثار مقطع فيديو مفبرك بتقنيات الذكاء الاصطناعي، يُحاكي سيناريو انقلاب عسكري في فرنسا، موجة ارتباك واسعة داخل الأوساط السياسية والإعلامية، بعدما وصل صداه إلى خارج أوروبا ودفع أحد القادة الأفارقة إلى الاتصال بشكل عاجل بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للاستفسار عمّا يجري في باريس.

الفيديو، الذي انتشر على نطاق واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي، ظهر فيه مراسل مزعوم يعلن “الإطاحة بماكرون وحكومته” على يد ضابط كبير مجهول الهوية، مستعينًا بصور لبرج إيفل، ومروحيات، وأضواء سيارات الشرطة، في محاولة لإضفاء طابع واقعي على الخبر الزائف.

وخلال زيارة إلى مدينة مرسيليا، كشف ماكرون في تصريح لصحيفة لا بروفانس أن أحد نظرائه الأفارقة بعث له برسالة مباشرة جاء فيها: “عزيزي الرئيس، ما الذي يحدث في بلدك؟”، في مؤشر خطير على قدرة الأخبار المضللة على اختراق القنوات الدبلوماسية والتأثير في العلاقات الدولية.

وأعرب الرئيس الفرنسي عن استيائه الشديد من تعامل شركات التكنولوجيا الكبرى مع الحادث، مشيرًا إلى أن فريقه أبلغ شركة “ميتا” بالفيديو يوم 14 دجنبر، غير أن المنصة رفضت في البداية حذفه، معتبرة أنه لا يخالف شروط الاستخدام، واكتفت بوضع تنبيه تحذيري وُصف بـ”الشكلي”.

وهاجم ماكرون بشدة عمالقة التكنولوجيا، متهمًا إياهم بـ“الاستخفاف بسيادة الديمقراطيات وتعريض استقرار الدول للخطر”، معترفًا في الآن نفسه بأن حتى موقعه كرئيس دولة كبرى لا يمنحه النفوذ الكافي لفرض ضوابط صارمة عليهم.

الفيديو، الذي نُشر من طرف حساب يحمل اسم “إسلام”، جرى حذفه في وقت لاحق، بعدما حصد أزيد من 13 مليون مشاهدة على فيسبوك خلال أسبوع واحد فقط من شهر دجنبر، وجرى تقديمه على أنه “خبر عاجل” لقناة تلفزيونية وهمية تحمل اسم “Live 24”.

ولم تكن هذه الحادثة معزولة، إذ سبق خلال الشهر نفسه تداول فيديو مزيف آخر نُسب زورًا إلى إذاعة RFI الدولية، وحقق بدوره حوالي 3 ملايين مشاهدة، في ما يعكس تصاعد خطر “التزييف العميق” في الفضاء الرقمي الأوروبي.

وفي السياق ذاته، كشفت قناة فرانس 24 أنها كانت بدورها ضحية عملية انتحال صوتي متقن، جرى فيه استخدام صوت مزيف لأحد مذيعيها للإدعاء بأن ماكرون أجّل زيارة إلى أوكرانيا بسبب “مخاوف من محاولة اغتيال”، وهي رواية زائفة روجتها منصة دعائية موالية لروسيا.

حادثة تعيد إلى الواجهة، بقوة، سؤال ضبط الذكاء الاصطناعي، ومسؤولية المنصات الرقمية في حماية الرأي العام والديمقراطيات من فوضى الأخبار الكاذبة، في زمن بات فيه “الفيديو” أخطر من البيان الرسمي.

18/12/2025

مقالات خاصة

Related Posts