على إيقاع الأهازيج التي هزّت مدرجات المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله، دشّن المنتخب الوطني المغربي رحلته في نهائيات كأس إفريقيا للأمم “المغرب 2025” بانتصار قوي ومعبّر، بعدما أسقط منتخب جزر القمر بثنائية نظيفة، في ليلة كروية حملت أكثر من رسالة… وأكدت أن “الأسود” دخلوا البطولة بعينٍ على الكأس وأخرى على التاريخ.
منذ صافرة البداية، بدا واضحًا أن أبناء وليد الركراكي لا يعترفون بمنطق جسّ النبض، ضغط عالٍ، سرعة في التحول، ورغبة جارفة في حسم الأمور مبكرًا. المدرجات امتلأت عن آخرها، والحضور الوازن لولي العهد الأمير مولاي الحسن، وجياني إنفانتينو، وباتريس موتسيبي، وفوزي لقجع، منح اللقاء هيبة استثنائية، وكأن الملعب كان مسرحًا لعرض كروي مُنتظر.
الدقيقة 11 حبست أنفاس الآلاف، ركلة جزاء للمغرب بعد مجهود فردي لإبراهيم دياز، لكن الحارس يانيك باندور وقف سدًا منيعًا أمام تسديدة سفيان رحيمي، في لقطة زادت من اشتعال المباراة بدل أن تُربك “الأسود”. بعدها بدقائق، تلقى الدفاع المغربي ضربة غير متوقعة بإصابة القائد غانم سايس، ليغادر الملعب ويترك مكانه لجواد الياميق، دون أن يفقد المنتخب توازنه أو حضوره الذهني.
الشوط الثاني كان مغربيّ الهوية بامتياز. عزيمة مضاعفة، إيقاع أعلى، وضغط لا يرحم. وفي الدقيقة 55، انفجرت المدرجات فرحًا، عندما تُرجمت هجمة جماعية أنيقة إلى هدف أول وقّعه إبراهيم دياز، هدف فكّ الشيفرة وفتح شهية “الأسود” على المزيد.
ولأن الليالي الكبيرة لا تكتمل إلا باللمسات الاستثنائية، جاء الدور على أيوب الكعبي في الدقيقة 74، ليُطلق مقصية خرافية سكنت الشباك وأشعلت المدرجات، هدف من ذهب سيبقى عالقًا في ذاكرة البطولة، ويؤكد أن المغرب لا يربح فقط… بل يُمتع ويُقنع.
صافرة النهاية أعلنت انتصارًا أول بثلاث نقاط ثمينة، ورسالة واضحة لبقية المنافسين في المجموعة الأولى التي تضم مالي وزامبيا وجزر القمر: المغرب حضر ليذهب بعيدًا. الأنظار الآن تتجه إلى المواجهة المقبلة أمام منتخب مالي، يوم الجمعة 26 دجنبر، في اختبار جديد لأسود الأطلس، بطموح لا يعترف إلا بالقمة، وجمهور لا يرضى إلا بالألقاب.
21/12/2025