أظهرت دراسة علمية حديثة أجراها باحثون في جامعة «غريفيث» بأستراليا أن فيروس كوفيد-19 يترك تغييرات ملموسة ودائمة في بنية الدماغ وتركيبته الكيميائية، حتى لدى الأشخاص الذين تعافوا تمامًا ولا يعانون من أي أعراض. الدراسة، التي نُشرت في مجلة *Brain, Behavior, and Immunity – Health*، تشير إلى أن تأثيرات الفيروس على الجهاز العصبي قد تفسر المعاناة المستمرة لبعض المتعافين من مشاكل في الذاكرة والتركيز.
قاد الدراسة الدكتور كيران ثاباليا من المركز الوطني لعلم المناعة العصبية بجامعة غريفيث، مستعينًا بتقنيات تصوير بالرنين المغناطيسي متقدمة، ودرس أدمغة 47 مشاركًا شملت مرضى يعانون من “لونغ كوفيد”، ومتعافين بدون أعراض، وأشخاص لم يصابوا بالفيروس. وأظهرت النتائج اختلافات واضحة في المادة الرمادية والبيضاء المرتبطة بالذاكرة والتركيز، إلى جانب تغييرات في المواد الكيميائية العصبية وقوة الإشارات الدماغية، ما يؤكد أن كوفيد-19 قد يترك تأثيرًا صامتًا ومستمرًا على الدماغ.
كما كشفت الدراسة أن شدة هذه التغيرات كانت مرتبطة بمستوى الأعراض لدى مرضى لونغ كوفيد، مثل التعب الشديد واضطرابات النوم وصعوبة التركيز والصداع وآلام العضلات، مشيرة إلى أن الفيروس قد يترك تأثيرات طويلة المدى تشبه متلازمة التعب المزمن. هذه النتائج تسلط الضوء على الأثر العميق لكوفيد-19 على الجهاز العصبي المركزي، وتقدم فهمًا مهمًا للمشاكل الذهنية التي قد تستمر شهورًا أو سنوات بعد التعافي، وهو ما يهم ملايين المتضررين حول العالم.
21/12/2025