في خطوة وُصفت بالمفصلية في مسار تأهيل وتنمية إقليم الناظور، احتضنت الرباط، بعد زوال يومه الثلاثاء 23 دجنبر الجاري، اجتماعًا لمجلس إدارة وكالة تهيئة بحيرة مارتشيكا، ترأسته وزيرة الاقتصاد والمالية نادية فتاح العلوي، بتكليف من رئيس المجلس الإداري للوكالة ورئيس الحكومة عزيز أخنوش، وسط حضور وازن لمسؤولين ترابيين ومنتخبين وممثلي مؤسسات مركزية وجهوية.
الاجتماع، الذي انعقد في سياق تتزايد فيه انتظارات ساكنة الإقليم بخصوص مشاريع التنمية المهيكلة، عرف مشاركة عامل إقليم الناظور جمال الشعراني، والوالي صمصم المدير العام للجماعات الترابية بوزارة الداخلية، إلى جانب رؤساء جماعات الناظور وبوعرك وبني أنصار، ورئيس المجلس الإقليمي للناظور، وممثل عن مجلس جهة الشرق، فضلاً عن المديرة العامة لوكالة مارتشيكا، ومدير شركة “مارتشيكا ميد” ، في حين غاب رئيس جماعة قرية أركمان لدواعي صحية .
وحسب معطيات حصلت عليها “كواليس الريف”، فقد تضمن جدول أعمال الاجتماع محطات حاسمة، أبرزها المصادقة على محضر الاجتماع السابق لمجلس الإدارة، واستعراض شامل لإنجازات الوكالة وفروعها، في ظل تقييم دقيق لمستوى تقدم المشاريع الكبرى المرتبطة بتأهيل وتثمين موقع بحيرة مارتشيكا، التي تُعد من أهم الأوراش البيئية والتنموية على الصعيد الوطني.
كما جرى تقديم عرض مفصل حول حصيلة تنفيذ الاتفاقية الخاصة بمشروع تأهيل وتثمين البحيرة، إلى جانب المصادقة على الحسابات المالية المختتمة للوكالة وتخصيص نتائجها، في مؤشر واضح على الانتقال من مرحلة التخطيط إلى مرحلة تثبيت الحكامة المالية وربط المسؤولية بالمحاسبة.
وتداول أعضاء المجلس كذلك في برامج عمل الوكالة برسم السنة الجارية، حيث تمت المصادقة على ميزانية الوكالة وبرامجها لسنة 2024، إضافة إلى عرض تقرير أشغال لجنة التدقيق، والمصادقة على مجموعة من الاتفاقيات ومشاريع الاتفاقيات التي تهم مستقبل التدخلات الترابية للوكالة.
الجزء الأبرز من الاجتماع، والذي استأثر باهتمام كبير، تمثل في الإعلان عن تخصيص غلاف مالي ضخم ناهز 90 مليار سنتيم للفترة 2026/2027، من أجل إنجاز سلسلة من المشاريع الهيكلية، في مقدمتها كورنيش ترقاع، واستكمال الأشغال بشارع 80، وإنجاز مشروع إعادة تدوير وتصفية مياه الواد الحار لاستعمالها في سقي المناطق الخضراء داخل مجال نفوذ وكالة مارشيكا.
كما تقرر استكمال الأشغال بشارع محمد الخامس بجماعة الناظور، وتأهيل الواجهة البحرية بجماعة أركمان، وتأهيل مدخل بني أنصار والنقطة الحدودية مع مدينة مليلية، إضافة إلى برمجة عدد من الطرق والبنيات التحتية التي يُرتقب أن تُغير بشكل جذري المشهد الحضري والاقتصادي للمنطقة.
وفي سياق متصل، كشفت المعطيات أن جزءًا كبيرًا من الغلاف المالي المرصود، والذي بلغ حوالي 57 مليار سنتيم، خُصص لتعويض أصحاب الأراضي التي تم نزعها في إطار مشاريع وكالة مارشيكا، في خطوة تهدف إلى طي هذا الملف الشائك، الذي ظل لسنوات محل جدل واسع وانتقادات من طرف المتضررين.
ويُنتظر أن تشكل مخرجات هذا الاجتماع نقطة تحول في مسار مشاريع مارشيكا، بين وعود تنموية كبرى وتحديات التنفيذ على أرض الواقع، في ظل وجود إدارة بوكالة تهيئة بحيرة مارتشيكا غير قادرة على الابتكار والإبداع ، في وقت تترقب فيه ساكنة الناظور أن تترجم هذه الأرقام والقرارات إلى إنجازات ملموسة تنعكس على جودة العيش والتنمية المستدامة بالإقليم .
وتتوزع الاعتمادات المالية المخصصة لمشاريع وكالة مارشيكا على عدة محاور استراتيجية، حيث تم تخصيص 15 مليون درهم لتأهيل حديقة “جنان المطار” ( شارع 80 ) ، و30 مليون درهم لتأهيل المنشآة البحرية، و38 مليون درهم لاستكمال مركز الناظور بشارع محمد الخامس، بالإضافة إلى 55 مليون درهم لمشروع كورنيش ترقاع، و22 مليون درهم لمنطقة التنشيط والترفيه بالناظور، و22 مليون درهم لإعادة هيكلة سيدي موسى ببني أنصار، و65 مليون درهم لتأهيل مدخل بني أنصار والمحور المركزي حتى النقطة الحدودية والميناء، و30 مليون درهم لتأهيل الواجهة البحرية بقرية أركمان، و10 ملايين درهم للمرافق الرياضية، و20 مليون درهم لتدبير منشأة حيوية ومرافق عمومية مرتبطة بمؤسسات الدولة، بما في ذلك قبطانية بني أنصار، ليصل المجموع الإجمالي لهذه المشاريع إلى 307 ملايين درهم.
23/12/2025
