kawalisrif@hotmail.com

مليلية المحتلة تطلق نداء استغاثة صحي: غياب الأطباء وقوائم انتظار تمتد إلى 8 أشهر

مليلية المحتلة تطلق نداء استغاثة صحي: غياب الأطباء وقوائم انتظار تمتد إلى 8 أشهر

تعيش مدينة مليلية المحتلة، الواقعة شمال التراب المغربي، وضعاً صحياً مقلقاً يعكس هشاشة المنظومة الصحية الخاضعة للتدبير المركزي للحكومة الإسبانية، في ظل خصاص حاد في الأطباء والأطر الطبية، وارتفاع غير مسبوق في قوائم الانتظار التي تصل في بعض التخصصات إلى نحو ثمانية أشهر. هذا الوضع دفع سكان المدينة إلى إطلاق نداء استغاثة عاجل موجه إلى وزيرة الصحة الإسبانية مونيكا غارسيا، مطالبين بتدخل فوري لوضع حد لمعاناة المرضى الذين يجدون أنفسهم عالقين بين غياب المواعيد الطبية وندرة التخصصات الحيوية.

شهادات عدد من المرضى أمام المستشفى الجامعي بمليلية تكشف حجم الأزمة، حيث أكد مواطنون أنهم ينتظرون منذ شهور طويلة مقابلة أطباء مختصين، خاصة في مجالات الغدد والقلب والجهاز الهضمي، دون الحصول على مواعيد واضحة أو نتائج فحوصات أُجريت منذ مدة. هذا الواقع القاسي أجبر العديد من السكان على اللجوء إلى القطاع الصحي الخاص أو تحمل تكاليف السفر جواً إلى مدينة مالقة قصد العلاج، في مشهد يعكس فشلاً واضحاً في ضمان الحق في العلاج داخل المرافق العمومية.

ورغم تدشين المستشفى الجامعي الجديد بالمدينة خلال شهر يونيو الماضي بحضور رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز ووزيرة الصحة، فإن السكان يؤكدون أن الافتتاح اقتصر على المبنى فقط، دون توفير الموارد البشرية الكافية لضمان اشتغال فعلي وناجع. ولم يبدأ المستشفى العمل بكامل طاقته إلا منتصف شهر دجنبر الجاري، بعد تأخر دام ستة أشهر، وهو ما اعتبره السكان دليلاً إضافياً على سوء التدبير وغياب رؤية واضحة لمعالجة الخصاص البنيوي الذي تعانيه المنظومة الصحية بمليلية المحتلة.

المعطيات الرسمية نفسها تفضح هذا الوضع، إذ تسجل مليلية أدنى معدل للأطباء والممرضين لكل ألف نسمة مقارنة بباقي المناطق الخاضعة للإدارة الإسبانية، إضافة إلى ضعف عدد الأسرة الاستشفائية وطول فترات الانتظار، سواء بالنسبة للاستشارات المتخصصة أو العمليات الجراحية المبرمجة، التي يبلغ متوسط انتظارها حوالي 129 يوماً، فيما ينتظر نحو 19 في المائة من المرضى أكثر من ستة أشهر لإجراء تدخل جراحي. كما تعرف تخصصات مثل طب العيون وجراحة العظام اختناقات حادة، ما يفرض تحويل المرضى بشكل متكرر إلى مدن إسبانية داخل شبه الجزيرة الإيبيرية.

وفي هذا السياق، وجّه رئيس هيئة الأطباء بمليلية، خوستو سانشو-مينانو، انتقادات صريحة لمعهد التسيير الصحي الإسباني (INGESA)، معتبراً أن الأرقام الرسمية المتعلقة بقوائم الانتظار لا تعكس الواقع الحقيقي داخل المستشفى. وأوضح أن المدينة، التي يناهز عدد سكانها 85 ألف نسمة، لا يتجاوز عدد الأطباء المسجلين بها 300 طبيب، من بينهم متقاعدون وآخرون يشتغلون حصرياً في القطاع الخاص، مؤكداً أن النقص الحاد في التخصصات الطبية يجعل تفاقم قوائم الانتظار أمراً حتمياً، رغم محاولات “تجميل” الأرقام الرسمية، على حد تعبيره.

ويعكس هذا الوضع الصحي المتأزم، وفق متابعين، الموقع الهامشي الذي تحتله مليلية المحتلة ضمن السياسات العمومية الإسبانية، رغم خصوصيتها الجغرافية والإنسانية، حيث يدفع السكان، ومعظمهم من أصول مغربية، ثمن الإهمال وضعف الاستثمار في قطاع حيوي يمس الحق في الحياة والعلاج، في انتظار حلول حقيقية تضع حداً لمعاناة يومية تتكرر بصمت خلف جدران المستشفى العمومي الوحيد بالمدينة.

23/12/2025

مقالات خاصة

Related Posts