أسدلت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بتطوان الستار على واحدة من أكثر القضايا الجنائية إثارة بالمنطقة، عندما أصدرت، خلال الأسبوع الماضي، أحكاماً صادمة قضت بتوزيع 72 سنة سجناً نافذاً على ستة متهمين، جميعهم متورطون في مقتل شابة عُثر على جثتها بسد أسمير قرب المضيق، في قضية هزت الرأي العام المحلي.
وكشفت منطوقات الحكم عن إدانة المتهمين بالإيذاء العمدي المفضي إلى الموت دون نية القتل، إلى جانب جرائم مرتبطة بالفساد، وتعاطي المخدرات الصلبة، وتسهيل استعمالها على الغير، وإعداد محل للدعارة. وقد قضت المحكمة في حق كل واحد منهم بـ12 سنة سجناً نافذاً، مع تحميلهم الصائر تضامناً.
وفي إطار الدعوى المدنية المرفوعة من طرف ذوي الضحية، ألزمت المحكمة المدانين بدفع تعويض قدره 400 ألف درهم، أي ما يعادل 40 مليون سنتيم، مع تذكيرهم بحق الطعن بالاستئناف داخل الآجال القانونية.
وتعود فصول هذه القضية المأساوية إلى شهر أبريل الماضي، حين عُثر على جثة الضحية بسد أسمير. وكشفت التحقيقات أن الشابة كانت برفقة المتهمين خلال جلسة لتعاطي المخدرات، ما أدى إلى دخولها في حالة صحية حرجة، دفعتهم لنقلها خارج المدار الحضري وإلقائها في السد، في محاولة فاشلة للتغطية على الجريمة وإيهام السلطات بأنها انتحرت أو غرقت.
إلا أن التشريح الطبي كشف الحقيقة كاملة، مؤكداً أن الضحية كانت على قيد الحياة عند إلقائها في المياه، وأن الوفاة نجمت عن الغرق، لتسقط بذلك روايات المتهمين وتنكشف محاولاتهم لتضليل العدالة، ويختتم الملف بأحكام قاسية أعادت الاعتبار للعدالة وأغلقت صفحة واحدة من أكثر الملفات الجنائية إثارة بالمنطقة.
23/12/2025
