لا تزال مدينة الناظور تعيش مفارقة قاسية بين تاريخها الحضري وطموحات ساكنتها من جهة، وواقع الإهمال والفوضى التي تلاحق مشاريعها الحضرية من جهة أخرى. فبعد “الأزمة الطويلة” التي عاشها شارع محمد الخامس منذ المجالس السابقة —الذي كان يوماً محوراً اقتصادياً واجتماعياً حيوياً—بسبب اقتلاع الأشجار وتغيير تصميمه دون رؤية واضحة ولا متابعة دقيقة، وجد الناظوريون أنفسهم اليوم أمام نسخة أخرى من نفس المشهد لكن بطلها هذه المرة شارع الحسن الثاني.
الأخير، الذي يُفترض أنه القلب الجديد للمدينة ونقطة عبور رئيسية لآلاف المواطنين يومياً، صار يعيش حالة يرثى لها مع أولى التساقطات المطرية. حفر مفتوحة، تقاطعات محفورة بلا إنذار، وزفّت لم ير النور بعد بينما المصابيح ثبتت قبل الأشغال في مشهد يختزل غياب التنسيق وغياب الحسّ بالمسؤولية لدى الشركة التي تتولى الأشغال .
السيارات تتعرض للأذى يومياً، حركة السير تتحول إلى مغامرة محفوفة بالمخاطر، والساكنة تتساءل:
كيف يمكن لمدينة بحجم الناظور أن تخضع لمشاريع ترميم دون رؤية حضرية، دون متابعة، ودون محاسبة؟
لقد ملّ المواطنون من العناوين اللامعة والوعود الرنانة؛ ما يحتاجونه اليوم هو : تخطيطاً واقعياً يحترم المال العام ويحترم كرامة المدينة وساكنتها. فمدن العالم تُصان لتعيش… أما الناظور، فيبدو أنها تُترك لتتألم بصمت.
