أثار إجراء إداري اتخذته السلطات الإسبانية في معبر سبتة، يوم الثلاثاء، موجة استياء في الأوساط المغربية، بعد إلزام سيارة جنائزية كانت تقل جثمان شاب مغربي بالانتظار في طابور السيارات العادي، رغم الطابع الإنساني والاستثنائي لمثل هذه الحالات.
وحسب المعطيات المتوفرة، فإن السيارة التابعة لإحدى شركات الخدمات الجنائزية كانت تنقل جثمان الشاب المغربي مصطفى رقواني، البالغ من العمر 29 سنة، الذي لقي حتفه غرقًا قرب منطقة “بنزو”. وبعد استكمال الإجراءات القانونية والتعرف على الجثمان بحضور أفراد من عائلته، كان من المنتظر تسهيل عملية العبور احترامًا لحرمة الموت وتخفيفًا لمعاناة ذويه.
غير أن السيارة وُجهت بالانتظار في الطابور كبقية المركبات، رغم إبلاغ السلطات بأنها تحمل جثمانًا، ورغم توفر ممر خاص كان بإمكانه تسريع العبور. واعتبر شهود عيان هذا التصرف إجراءً غير متناسب مع خصوصية الوضع، لما يحمله من أثر نفسي على عائلة تنتظر مواراة فقيدها الثرى.
في الجهة المغربية، كانت سيارة إسعاف في وضعية استعداد لنقل الجثمان فور وصوله، قصد دفنه بمركز سبت آيت إيكّو، التابع لإقليم الخميسات. إلا أن التأخير غير المتوقع حال دون ذلك، وأعاد إلى الواجهة نقاشًا حول كيفية التعامل مع الحالات الإنسانية العاجلة في المعابر الحدودية.
ويشير متابعون إلى أن هذه الواقعة ليست الأولى من نوعها، إذ سبق تسجيل حالات مشابهة وُصفت حينها بأخطاء إدارية. غير أن تكرارها يطرح تساؤلات حول مدى مراعاة البعد الإنساني في تدبير مثل هذه الظروف الحساسة.
الحادث أعاد التأكيد على أهمية احترام كرامة الإنسان، حيًا وميتًا، وتعزيز التنسيق الإنساني بين الجهات المعنية، خاصة عندما يتعلق الأمر بمآسٍ إنسانية تستدعي التعاطي بمرونة وحس أخلاقي عالٍ.
24/12/2025