لا يحدث كثيرًا أن يتحول سفير أجنبي إلى شاهد عاشق لتقاليد بلد الاعتماد… لكن جيل هيفارت، سفير بلجيكا بالمغرب، يفعل ذلك ببساطة ودون تكلف. الرجل لا يكتفي بالجلسات الرسمية ولا بالخطابات الدبلوماسية المعتادة، بل يغامر بالنزول إلى قلب الحياة المغربية، إلى الأزقة، الأسواق، المقاهي الشعبية… وحتى إلى محلات “السفنج” التي يرى فيها “روح المغرب كما هي، صافية ودافئة”.
السفير البلجيكي، الذي يصف المغرب بأنه بلد “غني بالمعاني قبل الصور”، لا يخفي سعادته بكل ما يكتشفه يومًا بعد يوم من عمق التراث المغربي وتنوعه الثقافي. من المدن العتيقة إلى الحِرف التقليدية، من الطقوس العائلية إلى بساطة الأكل الشعبي، يبدو الرجل مسحورًا بتلك التفاصيل التي تمنح المملكة شخصية متفردة.
وفي إحدى خرجاته التي لفتت الانتباه، لم يتردد جيل هيفارت في الإشادة بـ”السفنج المغربي” معتبرًا إياه أكثر من مجرد حلوى شعبية:
“السفنج طقس اجتماعي وذاكرة مشتركة… يجمع الناس حول طاولة صغيرة، يختصر الكرم المغربي في لقمة ساخنة ورائحة مطمئنة”، يقول بابتسامة.
هذا التفاعل الإنساني البسيط يعطي بُعدًا مختلفًا للعلاقات المغربية البلجيكية، بعيدًا عن لغة الاتفاقيات والمصالح الباردة، ليكشف قوة “الدبلوماسية الناعمة” للمغرب، حيث تنجح الثقافة، المطبخ، التراث والمعايشة اليومية في خلق جسور محبة وتقدير متبادلة.
جيل هيفارت لم يعد مجرد سفير، بل أصبح — كما يقول كثيرون — “جارًا مغربي الروح”، يقدّم للعالم صورة بلد قادر على أن يترك أثراً إنسانيًا حقيقيًا في ضيوفه… حتى عبر قطعة “سفنج” تغمس في كأس شاي بالنعناع، فتغمس معها القلب في دفء المغرب.
24/12/2025