أثار تصرف منسوب لدركي تابع لمركز إمزورن بإقليم الحسيمة موجة استياء وغضب، بعد اتهامه بتهديد مواطن مغربي من أفراد الجالية المقيمة بهولندا بالسجن، على خلفية تحرير مخالفة سير اعتبرها المعني بالأمر تعسفية وغير منصفة.
وتعود تفاصيل الواقعة إلى قيام الدركي المعني بتحرير مخالفة في حق المواطن عبد اللطيف السكاكي، بدعوى “قطع الخط المتصل”، وذلك على مستوى مقطع طرقي قبل الوصول إلى مقر جماعة لوطا، في اتجاه إمزورن. غير أن هذا المقطع، حسب المعطيات المتوفرة، يوجد في وضعية مزرية، حيث تنتشر به بقايا انجرافات سيول الأمطار، مع غياب تام أو شبه تام لأي علامات تشوير واضحة، بما في ذلك الخط المتصل “الممسوح” الذي استندت إليه المخالفة .
وأكد السائق في تصريحه أن الطريق كانت خالية تماماً من حركة السير لحظة المرور، وأن الأوحال وبقايا السيول المتراكمة على جنبات الطريق شكّلت خطراً حقيقياً على سلامته، ما اضطره إلى تغيير مساره بشكل اضطراري لتفادي الانزلاق أو إلحاق أضرار بسيارته، في تصرف وصفه بالاحترازي والمنطقي، ولا علاقة له بتعمد خرق قانون السير.
وأضاف المعني بالأمر أنه سبق له أن تقبل مخالفات مرورية أخرى حررت في حقه عن اقتناع، غير أن هذه المخالفة بالذات بدت له “غريبة وغير عادلة”، خاصة بعد الحوار الذي دار بينه وبين الدركي، والذي قال إنه تخلله تهديد صريح بعبارات لا تليق برجال إنفاذ القانون.
وحسب شهادة السائق، فقد خاطبه الدركي بلهجة تهديدية قائلاً:
“إلى مرضيتيش بهاد المخالفة، والله لا فرحتي بهاد الطوموبيل وغادي نغبرك فالحبس”،
وهو ما خلف لديه شعوراً بالظلم و”الحكرة”، وطرح أكثر من علامة استفهام حول طريقة التعامل مع المواطنين، خصوصاً أفراد الجالية العائدين إلى أرض الوطن.
واعتبر متابعون أن مثل هذه السلوكات، إن ثبتت، لا تخدم هيبة القانون ولا تعكس الدور النبيل المنوط برجال الدرك الملكي، بل تسيء إلى الثقة المفترض أن تجمع المواطن بمؤسسات يفترض فيها الحماية والخدمة، لا التخويف والضغط.
وعبّر المعنيون عن استنكارهم الشديد لمثل هذه التصرفات التي لا تمت بصلة للأخلاق المهنية ولا لقيم الحكمة وضبط النفس، مطالبين المؤسسة الوصية بالتدخل العاجل وفتح تحقيق جدي في هذه الواقعة، واتخاذ ما يلزم من إجراءات للحد من مثل هذه السلوكات، بما يضمن احترام القانون في إطار من الإنصاف، ويحفظ كرامة المواطنين، ويصون صورة وهيبة مؤسسة الدرك الملكي المبنية على خدمة الوطن والمواطن.
