يدخل المغرب هذا الأسبوع مرحلة “الليالي”، وهي الفترة التي تشكل جوهر فصل الشتاء وتمتد على مدى أربعين يوماً، وتُعدّ بمثابة المؤشر الأهم لمستقبل الموسم الفلاحي بالمملكة. وتتميز هذه المرحلة بطول الليل وقِصر النهار وانخفاض واضح في درجات الحرارة، ما يجعلها عاملاً حاسماً في نمو المزروعات الفصلية، خاصة إذا ترافقت مع تساقطات مطرية وثلجية منتظمة تضمن توازناً مناخياً مناسباً للزراعة.
ووفق ما توضح الأدبيات الفلكية والفلاحية المغربية، فإن “الليالي” تتزامن مع الانقلاب الشتوي الذي يحدث في 21 دجنبر من كل سنة، حيث يضعف الإشعاع الشمسي وتقلّ فترات النهار إلى أدنى مستوياتها. وأوضح محمد سعيد قروق، أستاذ علم المناخ بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، أن هذه الفترة “ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالتقويم الفلاحي المغربي التقليدي، الذي يعتمد على الزمن والحرارة والتساقطات كمحددات رئيسية للإنتاج الفلاحي”، مبرزاً أن التغير المناخي خلال السنوات الأخيرة أثّر على خصائص “الليالي” التقليدية، إذ أصبحت أكثر دفئاً وأقل برودة مما كانت عليه في الماضي.
من جانبه، أكد المزارع محمد الإبراهيمي من جهة الدار البيضاء–سطات أن “فترة الليالي تمثل قلب الشتاء الفلاحي”، مشيراً إلى أن “البرودة الشديدة المفيدة للمحاصيل، خصوصاً الحبوب، تفرض اتخاذ احتياطات إضافية لحماية المزروعات الحساسة”. وأضاف أن الفلاحين يعولون على انتظام التساقطات خلال هذه المرحلة لضمان موسم فلاحي واعد، معتبراً أن نتائج هذه الأيام الباردة “تُحدد بشكل كبير مسار السنة الفلاحية بأكملها”.
25/12/2025