أعلنت إسرائيل، الجمعة، اعترافها الرسمي بجمهورية “أرض الصومال” المعلنة من جانب واحد، لتصبح أول دولة في العالم تقدم على هذه الخطوة التي أثارت ردود فعل غاضبة من الحكومة الصومالية ومن عواصم عربية وإسلامية عدة. وأكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن “الاعتراف الرسمي” جاء بعد توقيع إعلان مشترك مع رئيس أرض الصومال عبد الرحمن محمد عبد الله عرو، مشيراً إلى أن الخطوة تأتي في “روح الاتفاقات الإبراهيمية”. وأعرب نتانياهو، خلال اتصال عبر الفيديو مع عرو، عن “سروره بالصداقة” بين الجانبين، معتبراً أن القرار “يفتح آفاقاً جديدة للتعاون في مجالات الاقتصاد والزراعة والأمن”.
رحّب رئيس أرض الصومال بالاعتراف الإسرائيلي، واصفاً إياه بـ“اللحظة التاريخية” وبداية لشراكة استراتيجية تعزز “السلام والأمن الإقليميين”، وأعلن استعداد بلاده للانضمام إلى الاتفاقات الإبراهيمية. وفي المقابل، دانت الحكومة الصومالية بشدة ما وصفته بـ“الهجوم المتعمد على سيادة الدولة ووحدتها الترابية”، مؤكدة أن الخطوة الإسرائيلية “تقوض الاستقرار الإقليمي”. كما باشرت مقديشو اتصالات دبلوماسية مع مصر وجيبوتي وتركيا، حيث أصدر وزراء خارجية الدول الأربع بياناً مشتركاً أكدوا فيه “الرفض التام والإدانة المطلقة” لأي إجراءات تمس وحدة الأراضي الصومالية.
وامتد الرفض إلى مستويات إقليمية ودولية واسعة، إذ وصف مجلس التعاون الخليجي القرار الإسرائيلي بأنه “تجاوز خطير لمبادئ القانون الدولي”، فيما حذر الاتحاد الإفريقي من “سابقة تهدد السلام في القارة”، ودعت منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية إلى “احترام سيادة الصومال ووحدة أراضيه”. أما تركيا فاعتبرت الخطوة “تدخلاً سافراً في الشؤون الداخلية لدولة شقيقة”، بينما أكدت السلطة الفلسطينية أن إسرائيل “تستخدم الاعترافات السياسية لتبرير سياساتها التوسعية”. ويرى محللون أن الاعتراف الإسرائيلي يحمل أبعاداً جيوسياسية واضحة، إذ تسعى تل أبيب لتعزيز حضورها في البحر الأحمر وباب المندب ضمن استراتيجية مواجهة الحوثيين في اليمن، في وقت تشير فيه تقديرات إسرائيلية إلى أن “أرض الصومال” قد تشكل قاعدة تعاون محتملة في هذه المنطقة الحساسة.
27/12/2025
