الحسيمة : نداء عاجل لحماية غابة “ثيزي إيفري” بالإقليم … ثروة بيئية على حافة الإنهيار

حذّرت جمعية أزير لحماية البيئة من الوضع “المقلق والخطير” الذي تعيشه غابة ثيزي إيفري بإقليم الحسيمة، مؤكدة استمرار السماح بقطع أشجار الأرز داخل واحدة من أهم الغابات ذات القيمة الإيكولوجية العالية بالمنطقة، والتي تشكل ملاذًا حيويًا للتنوع البيولوجي في جهة تعاني أصلًا من التصحر والجفاف وانجراف التربة.

وتعرف الغابة، وفق الجمعية، تدهورًا متسارعًا وتقلصًا واضحًا في مساحاتها نتيجة عدة عوامل، أبرزها القطع الجائر للأشجار، والاعتداء على الملك الغابوي، واستغلال أجزاء منها في زراعة القنب الهندي، إلى جانب التأثيرات المتزايدة للتغيرات المناخية التي أدت خلال السنوات الأخيرة إلى موت أعداد كبيرة من الأشجار.

وقالت الجمعية إن ما يجري “لا يمكن القبول به بأي شكل”، معتبرة أن الترخيص الرسمي لاستغلال خشب أشجار الأرز الطبيعية المعمّرة يساهم مباشرة في القضاء على موروث طبيعي نادر، خاصة وأن عمر عدد من هذه الأشجار يتجاوز ثمانين عامًا، ولم تكن جزءًا من أي برنامج حكومي لإعادة التشجير، بل هي أشجار طبيعية تشكّل جزءًا من الذاكرة البيئية للمنطقة.

وفي هذا السياق، راسلت الجمعية المدير العام للوكالة الوطنية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، مطالبةً بـ:

وقف الترخيص نهائيًا لقطع أشجار الأرز المعمّرة بغابة ثيزي إيفري.

تصنيف الغابة ضمن المواقع ذات الأهمية البيولوجية والإيكولوجية، لما تزخر به من تنوع طبيعي فريد.

اعتماد مقاربة تشاركية ومستدامة في تدبير هذا المجال الغابوي، انسجامًا مع التزامات المغرب الدولية في مجال حماية التنوع البيولوجي.

وختمت الجمعية نداءها بالتأكيد على أن غابة ثيزي إيفري ليست9 موردًا خشبيًا عابرًا، بل ثروة وطنية وذاكرة طبيعية مشتركة، وأن حمايتها مسؤولية جماعية وحق أصيل للأجيال القادمة.