kawalisrif@hotmail.com

المغرب يتصدر موردي الأسمدة لأوروبا ويكرس مكانته كشريك استراتيجي للقارة العجوز

المغرب يتصدر موردي الأسمدة لأوروبا ويكرس مكانته كشريك استراتيجي للقارة العجوز

رسّخ المغرب موقعه كفاعل أساسي في الأمن الغذائي الأوروبي بعد أن تصدّر رسميا قائمة موردي الأسمدة إلى الاتحاد الأوروبي خلال سنة 2025، مستحوذا على حصة سوقية بلغت 19 في المائة من إجمالي الواردات، وفق معطيات مكتب الإحصاء الأوروبي “يوروستات”. وبذلك تفوقت المملكة على كلٍّ من روسيا ومصر، في تحول جيو اقتصادي يعيد رسم خريطة سلاسل التوريد الزراعي بالقارة العجوز. وتشير البيانات إلى أن روسيا تراجعت إلى المركز الثاني بنسبة 12.8 في المائة، تلتها مصر بـ12 في المائة، في وقت شهدت الصادرات الروسية نحو أوروبا انخفاضا حادا أنهى ثلاث سنوات من النمو رغم التوترات السياسية.

ويأتي الصعود المغربي في سياق انكماش غير مسبوق في المبادلات التجارية بين الاتحاد الأوروبي وروسيا، حيث لم تتجاوز صادرات الاتحاد نحو موسكو خلال الربع الثالث من 2025 نحو 7.25 مليارات يورو مقابل واردات بقيمة 5.73 مليارات، ما أسفر عن فائض تجاري غير مسبوق لصالح أوروبا بلغ 1.5 مليار يورو. وأظهرت الأرقام أيضا تراجع التبادلات بين الجانبين بنسبة تقارب 13 في المائة خلال الأشهر التسعة الأولى من السنة، وهو ما يعكس عمق التحول الاستراتيجي في العلاقات الاقتصادية الأوروبية – الروسية.

وسط هذا التحول، برز المغرب كبديل استراتيجي موثوق للقطاع الزراعي الأوروبي، بعد أن تضررت صناعة الأسمدة المحلية في أوروبا بسبب ارتفاع تكاليف الطاقة. وقد سمحت المملكة بفضل استقرارها السياسي، وقربها الجغرافي، وقدرتها الإنتاجية الكبيرة المدعومة بالبنية التحتية المتطورة والمجمع الشريف للفوسفاط، بتأمين إمدادات منتظمة وموثوقة دون استخدام الغذاء أو الأسمدة كأداة ضغط سياسية. ومع اقتراب سنة 2026، يرسخ المغرب مكانته كفاعل محوري في استراتيجيات الأمن الغذائي الأوروبي، وركيزة أساسية لضمان استدامة الإنتاج الزراعي في القارة العجوز.

28/12/2025

مقالات خاصة

Related Posts