kawalisrif@hotmail.com

أزمة وسط ودفاع “الأسود”:    تراجع أمرابط وأخطاء اليـاميق يفضح فشل الرهان التقني عند الركراكي

أزمة وسط ودفاع “الأسود”: تراجع أمرابط وأخطاء اليـاميق يفضح فشل الرهان التقني عند الركراكي

أعاد الأداء المتواضع للمنتخب المغربي في مباراته الأخيرة أمام مالي فتح باب الانتقادات على مصراعيه، ليس فقط بسبب النتيجة، بل نتيجة الاختلالات الواضحة التي ضربت العمود الفقري للمنتخب، وتحديداً في وسط الميدان والدفاع، حيث وُضع كل من سفيان أمرابط وجواد الياميق في مرمى نيران الانتقاد، باعتبارهما من أبرز رموز التراجع التقني الذي بات يطبع أداء “أسود الأطلس”.

في وسط الميدان، بدا سفيان أمرابط بعيداً كل البعد عن صورته السابقة كلاعب توازن وضابط إيقاع. فقد ظهر بطيئاً في التحولات، عاجزاً عن مجاراة نسق المباراة، ومفتقراً للحسم في الالتحامات الثنائية، ما أفقد المنتخب السيطرة على منطقة تُعد مفتاح أي تفوق تكتيكي. تمريراته افتقدت للدقة والجرأة، وحضوره تحوّل من عنصر أمان إلى عبء واضح، في وقت كان فيه وسط الميدان المالي أكثر حيوية وتنظيماً.

هذا الارتباك في الوسط انعكس مباشرة على الخط الخلفي، حيث ظهر جواد الياميق كأضعف حلقة في الدفاع. أخطاء في التمركز، بطء في الارتداد، وسوء تقدير للكرات العرضية، جعلت دفاع المنتخب يعيش على إيقاع التوتر طوال أطوار اللقاء. الياميق لم يكتفِ بفقدان الصلابة الدفاعية، بل ساهم أيضاً في تعقيد عملية الخروج بالكرة، بتمريرات خاطئة وضعت زملاءه في مواقف حرجة، ومنحت الخصم فرصاً كان يمكن أن تكون مكلفة.

المثير في المشهد، أن هذا التراجع لم يعد معزولاً أو طارئاً، بل بات يتكرر بشكل يفرض طرح أسئلة صريحة حول جاهزية اللاعبين الذهنية والبدنية، وحول منطق الاستمرار في الاعتماد على أسماء لم تعد تقدم الإضافة المرجوة. فبين أمرابط الذي فقد قدرته على فرض الإيقاع، وياميق الذي أصبح نقطة ضعف واضحة في الخط الخلفي، يظهر المنتخب المغربي وكأنه أسير خيارات تقنية فاشلة ومتجاوزة.

وفي خضم هذا الوضع، تتجه أصابع الاتهام بشكل مباشر إلى الناخب الوطني وليد الركراكي، الذي يواصل الرهان على نفس الأسماء رغم مؤشرات التراجع الواضحة، مفضلاً منطق الاستمرارية والمجاملات على منطق الأداء والاستحقاق. فالإبقاء على لاعبين يعانون من تراجع واضح، في ظل توفر بدائل شابة أكثر جاهزية، يعكس أزمة قرارات أكثر مما يعكس مجرد يوم سيئ في مباراة واحدة.

وبين تراجع فردي صار جماعياً، وإصرار تقني يفتقد للجرأة، يبقى المنتخب المغربي هو الخاسر الأكبر، في وقت تفرض فيه المرحلة مراجعة شاملة وحاسمة، قبل أن تتحول هذه الاختلالات إلى أزمة حقيقية تهدد طموحات “أسود الأطلس” في الاستحقاقات القادمة.

28/12/2025

مقالات خاصة

Related Posts