ساهمت التساقطات المطرية الأخيرة في إنعاش آمال مربي الماشية بالمغرب، خاصة في المناطق الرعوية كالشاوية وسهول فاس، بعد فترة طويلة من الجفاف وارتفاع تكاليف الأعلاف. وأكد مهنيون في القطاع أن هذه الأمطار، رغم محدوديتها، ساعدت على تحسين المراعي الطبيعية وتخفيف الضغط على مربي الأغنام، مما انعكس إيجاباً على كلفة التغذية. وأوضح المهندس الفلاحي حسن أبوسير أن “انتعاش الغطاء النباتي يوفر للقطيع مورداً طبيعياً مجانياً يقلل من الاعتماد على الأعلاف الصناعية”، مشيراً إلى أن استمرار التساقطات المنتظمة حتى مارس المقبل سيضمن نمواً جيداً للكلأ ويحافظ على هذا التحسن إلى غاية عيد الأضحى.
وأشار أبوسير إلى أن تراجع الطلب على الأعلاف المركبة بسبب توفر المراعي يؤدي تدريجياً إلى انخفاض أسعارها في السوق، لكنه نبه في الوقت ذاته إلى ضرورة تنظيم توزيع الدعم العمومي للأعلاف، لأن حصول “الكسابة” على الدعم في فترة واحدة يدفعهم جميعاً إلى الشراء في الوقت نفسه، ما يرفع الأسعار بدل خفضها ويضر بالفلاحين الصغار.
من جهته، أكد الفلاح عبد العالي الزنيتي من ضواحي فاس أن تأثير الأمطار بدأ يظهر تدريجياً، موضحاً أن القطيع سيبدأ قريباً في الخروج إلى المراعي الطبيعية مع تحسن الأحوال الجوية، مما سيخفف الاعتماد على التغذية داخل الإسطبلات. وأضاف أن هذا الوضع سيساعد مربي الماشية على التقاط أنفاسهم بعد فترة صعبة تميزت بارتفاع كبير في التكاليف، مشيراً إلى أن الأعلاف المخزنة ستستعمل لاحقاً، ما يعزز استقرار الأسعار ويضمن توازن تغذية القطيع واستمرارية الإنتاج حتى موسم العيد.
28/12/2025