بدأت موجات النازحين من المناطق الحدودية بين تايلاند وكمبوديا بالعودة تدريجياً إلى قراهم الأحد، عقب يوم من إعلان وقف إطلاق النار الذي ما زال صامداً حتى الآن، وفق ما أكدت سلطات البلدين. وقد أعربت كانلايا سومجيتانا، وهي شابة تايلاندية نزحت مع طفلها من مقاطعة سورين منذ اندلاع الاشتباكات في السابع من ديسمبر، عن أملها في أن “يدوم وقف إطلاق النار طويلاً” لكنها أكدت أنها لن تعود قبل حصولها على تأكيد رسمي بأن الوضع آمن، مشيرة إلى أن كثيرين عادوا بدافع القلق على مواشيهم رغم غياب التوجيهات الرسمية.
الهدنة التي تم التوصل إليها السبت أنهت ثلاثة أسابيع من القتال العنيف على طول الحدود الممتدة 800 كيلومتر، والمتنازع على ترسيمها منذ الحقبة الاستعمارية الفرنسية. وأسفرت المواجهات، التي استخدمت فيها المدفعية والدبابات والطائرات المسيّرة والمقاتلات، عن مقتل 47 شخصاً على الأقل، بينهم 26 في الجانب التايلاندي و21 في الكمبودي، إلى جانب نزوح أكثر من مليون شخص. وأكدت القوات الجوية التايلاندية أن الهدوء ساد المنطقة منذ بدء سريان وقف النار، فيما أعلن وزير الدفاع أن الساعات الـ72 الأولى ستكون حاسمة لتقييم جدية الالتزام بالاتفاق.
من جانبها، وصفت وزارة الدفاع الكمبودية الوضع على خطوط التماس بأنه “هادئ”، لكنها أوضحت أن السلطات لم تمنح بعد إذناً رسمياً للنازحين بالعودة. وقال ميت مياسفيكدي، المتحدث باسم سلطات مقاطعة أودار مينتشي، إن المسؤولين “ينتظرون لرؤية تطورات الميدان”. أما سو تشوين، وهي امرأة كمبودية في أواخر حملها، فأكدت أن الخوف ما زال يسيطر على كثيرين رغم بزوغ أمل جديد، قائلة: “لا نجرؤ على العودة بعد، لكن هذه الهدنة تمنحنا شيئاً من الطمأنينة”.
28/12/2025