لقاء حاسم بين زيلينسكي وترامب في فلوريدا لبحث مستقبل الحرب الأوكرانية

يستعد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للقاء نظيره الأميركي دونالد ترامب الأحد في منتجع مارالاغو بولاية فلوريدا، في محاولة لإقناعه بدعم النسخة الأخيرة من خطة السلام لإنهاء الحرب المستمرة مع روسيا منذ نحو أربع سنوات. وأكد ترامب في تصريحات لموقع بوليتيكو أنه “لا شيء سيتم قبل أن أوافق عليه”، معبّراً في الوقت ذاته عن تفاؤله بنتائج اللقاء وبإمكانية التوصل إلى تفاهم مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يعتزم التحدث معه قريباً. أما زيلينسكي، الذي مرّ عبر كندا قبل وصوله إلى الولايات المتحدة، فقد وصف الاجتماع المرتقب بأنه “بنّاء للغاية”، بعدما حصل على دعم أوروبي ومساعدات كندية جديدة بقيمة 1,8 مليار دولار أميركي.

تأتي هذه القمة بعد نسخة معدلة من الخطة الأميركية للسلام أعدّتها كييف بالتشاور مع واشنطن، وهو ما أثار غضب موسكو التي رأت فيها محاولة لـ“نسف المفاوضات”. وتشير الخطة إلى تجميد خطوط القتال الحالية دون التطرق إلى مطلب روسيا بانسحاب القوات الأوكرانية من أجزاء من دونيتسك، كما أسقطت شرط التزام كييف بعدم الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي. وفي رد عسكري عنيف، شنت موسكو عشية اللقاء مئات الهجمات بالطائرات المسيّرة والصواريخ على العاصمة الأوكرانية ومحيطها، ما أدى إلى مقتل شخصين وانقطاع الكهرباء عن أكثر من مليون منزل، واعتبر زيلينسكي أن هذا القصف “رد روسي مباشر على جهودنا السلمية”.

ويُتوقع أن يتناول اللقاء أيضاً مصير منطقة دونباس ومحطة زابوريجيا النووية المحتلة، إضافة إلى الضمانات الأمنية التي قد تقدمها القوى الغربية كجزء من اتفاق محتمل. ورغم ضيق ترامب من بطء المفاوضات، يرى أن تجميد خطوط الجبهة خطوة ضرورية لتفادي تقدم روسي جديد، بينما تشدد بروكسل على أن أي تسوية يجب أن تضمن سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها. وفي المقابل، اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الاتحاد الأوروبي تحول إلى “العقبة الرئيسية أمام السلام”، في وقت تتواصل فيه الهجمات الروسية على مدن جنوب أوكرانيا، آخرها قصف مكثف على خيرسون أدى إلى اندلاع حرائق في مناطق سكنية.