أثار مشهد تشجيع بعض الجماهير المغربية لمنتخبات أخرى مشاركة في كأس أمم إفريقيا موجة استنكار واسعة، لم تقتصر على الشارع الرياضي فحسب، بل امتدت إلى عدد من الوجوه المعروفة في مجالات الفن والإعلام والرياضة. هؤلاء اعتبروا أن هذا السلوك يطرح أكثر من علامة استفهام حول معنى الانتماء في لحظة كروية يفترض أن تكون عنوانًا للوحدة خلف المنتخب الوطني.
ورأى مشاهير مغاربة أن الوقوف في صف منافسي “الأسود”، سواء بدافع المزاح أو بدعوى الانفتاح الرياضي، يحمل دلالات سلبية لا تنسجم مع روح الوطنية. وفي هذا السياق، عبّرت الممثلة نرجس الحلاق عن رفضها القاطع لتبرير هذه التصرفات بـ“الضرافة”، مؤكدة أن التشجيع في المحافل القارية ليس لعبة رمزية، بل موقف يعكس عمق الارتباط بالوطن.
من جهتها، لم تُخفِ الفنانة نجاة الرجوي استغرابها من ازدواجية بعض الجماهير، التي ترفع سقف الطموحات بالمطالبة باللقب الإفريقي، لكنها في المقابل تملأ المدرجات لمساندة منتخبات تنافس المنتخب المغربي بشكل مباشر، معتبرة أن هذا التناقض يفرغ المطالب من معناها الحقيقي.
وفي خضم هذا الجدل، توالت تدوينات وتصريحات شخصيات معروفة شددت على أن المنتخب الوطني، وهو يخوض غمار واحدة من أقوى التظاهرات القارية، يحتاج قبل أي شيء إلى دعم غير مشروط من جماهيره، دعم يُترجم في المدرجات وعلى منصات التواصل، ويمنح اللاعبين دفعة معنوية حاسمة.
كما انضم عدد من النشطاء المغاربة إلى هذا النقاش، داعين إلى إعادة الاعتبار لثقافة التشجيع الإيجابي، ومذكرين بأن الجماهير المغربية كانت دائمًا جزءًا من قوة المنتخب، وساهمت بشكل مباشر في صناعة إنجازاته ونتائجه اللافتة خلال السنوات الأخيرة.
29/12/2025