أعلنت الشرطة الوطنية الإسبانية عن توقيف ثلاثة شبان من أصول مغربية في حي سالامانكا بالعاصمة مدريد، كانوا يحاولون الفرار نحو المغرب، وذلك للاشتباه في تورطهم في محاولة قتل بمدينة جينك البلجيكية قبل أيام قليلة. وتشير المعطيات الأمنية البلجيكية إلى أن الحادث مرتبط بتصفية حسابات لها علاقة بشبكات الاتجار بالمخدرات، فيما لا يزال الضحية في حالة حرجة.
وتعود تفاصيل القضية إلى يوم 15 دجنبر الجاري بمدينة جينك، حيث تعرض شاب يبلغ من العمر 24 سنة لإطلاق نار مباشر أمام مركز شبابي حوالي الساعة السابعة مساءً، ما أدى إلى إصابته بجروح خطيرة أدخلته في وضع صحي حرج. وتفيد التحقيقات بأن المشتبه فيهم الثلاثة نصبوا كمينًا للضحية بقصد قتله.
بعد تنفيذ الهجوم، غادر المشتبه فيهم بلجيكا على متن سيارة تعود لوالدة اثنين منهم، متجهين نحو جنوب أوروبا بهدف الوصول إلى ميناء الجزيرة الخضراء ومنه العبور إلى المغرب.
وبمجرد توصلها بإشعار من السلطات البلجيكية حول احتمال دخولهم التراب الإسباني، باشرت الشرطة الوطنية عمليات تتبع دقيقة، نظرًا لخطورة الملف واحتمال حيازتهم أسلحة نارية. وقد أسفرت هذه الجهود عن توقيفهم في مدريد دون تسجيل أي حوادث.
وتشير المصادر الأمنية إلى أن أبرز الموقوفين يبلغ من العمر 19 سنة فقط، فيما تؤكد السلطات البلجيكية أن القضية مرتبطة بتصفية حسابات متصلة بالاتجار في المخدرات.
تقدمت بلجيكا بطلب رسمي إلى إسبانيا من أجل تسليم الموقوفين قصد استكمال المسطرة القضائية هناك. وتأتي هذه القضية في سياق ارتفاع مقلق لحوادث إطلاق النار ببلجيكا خلال سنة 2025، حيث سجلت السلطات 96 حالة مقابل 94 حادثًا خلال السنة الماضية.
وتعيد هذه الواقعة التأكيد على خطورة شبكات الإجرام العابر للحدود في أوروبا، وعلى أهمية التعاون الأمني الدولي لمواجهة الجريمة المنظمة وحماية الأرواح، مع ضرورة تجنب الخلط أو التعميم الذي قد يمس بصورة الجاليات المغاربية التي تعيش وتشتغل بشكل قانوني ومسؤول في مختلف دول أوروبا.
29/12/2025